Translate

Tuesday, October 25, 2016

منى شماخ تكتب لـ«الطريق»: ثورة المواطنين الشرفاء الأحد , 23 أكتوبر 2016 , الطريق

كلنا نذكر "المواطنين الشرفاء" ودورهم في فض الاعتصامات وتفريق المسيرات، وكيف بدأ هذا الدور واستمر منذ ثورة يناير حتى الآن.
ومصطلح "المواطنين الشرفاء" ابتدعه جهابذة الإعلام المصري لوصف الجماعات التي كان يتم الدفع بها لفض أية مسيرة أو اعتصام زاعمين أنهم تحركوا من تلقاء أنفسهم بسبب أن هذه الاعتصامات والتظاهرات كانت تعيق عملهم وتوقف عجلة الإنتاج، وهذا بالطبع لم يكن يحدث مع المظاهرات المؤيدة للنظام.
تذكرت هؤلاء المواطنين وأنا أتابع أخبار "ثورة الغلابة" المقرر "إقامتها " يوم 11/11 القادم.
هذه الثورة التي وأن كان يتوفر لها من الأسباب والدوافع مايفوق أسباب الثورات الأخرى التي حدثت بمصر في تاريخها المعاصر لكن من يعرف طبيعة المصريين يعلم أنها لن تحدث، لكني أرى أنه يمكن "إقامتها".
فالجماهير التي خرجت في ثورة يناير وعت الدرس جيدًا وعرفت أن الخروج دون تنظيم مسبق لن ينتج عنه سوى خسارة من قام به ومزيد من المكاسب لمن تم الخروج عليه .
لذا أرى أن من سيقيم "ثورة الغلابة" هو من استفاد من ثورة يناير ومن الموجة الثانية في 30 يونيو ليكسب أرضا جديدة بعد أن فشل في الحفاظ على مكتسباته
من سيقيم الثورة هو من اعتاد على استخدام "المواطنين الشرفاء" لتحقيق أهدافه ولترهيب "المواطن الحقيقي".
من سيقيم ثورة الغلابة هو من سيستثمرها لفرض المزيد من القيود، وتبرير الفشل.
الغلابة لن يعطوا موعدًا لثورتهم، لن يحشدوا لها على "الفيس بوك"، ولن يستخدموا أبواق رجال الأعمال في الفضائيات للتعريف بها.
المستفيد الوحيد من هذه الثورة هو النظام نفسه الذي سيقيم معركة  يحرز فيها نصرًا وهميًا ليطمس معالم فشله التي باتت واضحة للمواطن العادي الذي لم يتعدى حلمه الإحساس بالأمان والاستقرار.

لذا لا أستبعد أن يستخدموا "مواطنيهم الشرفاء" وأبواقهم الإعلامية لصناعة فزاعة جديدة تلفت النظر عن المشكلات المتراكمة التي أصبحت فوق مستوى احتمال المواطن ليهبط سقف تطلعاته مرة أخرى من السعي إلى حياة كريمة إلى "إحمدوا ربنا إنكم عايشين"

No comments:

Post a Comment