Translate

Sunday, October 30, 2016

خالد منتصر - شجون أطباء كبد - جريدة الوطن - 30/10/2016

حضرت ندوة ثرية وجلسة عصف ذهنى لأطباء كبد من خبراء التخصّص الكبار والبارزين برعاية شركة «فارميد هيلث كير»، طبعاً التفاؤل موجود، وبداية حلم القضاء على فيروس سى قد تحققت، لكن لا بد أن نُؤمن بأنها ما زالت بداية وليست نهاية المطاف. 
وقد أجمع الأطباء الحاضرون كلهم على أن ما يُقال إنه فى غضون أربع أو خمس سنوات سنكون قد قضينا على المرض نهائياً، كلام أقل ما يُقال عنه إنه بعيد عن الدقة، لا بد أن نُؤمن بأن الطريق ما زال طويلاً، والعدد كبير، وسُبل الوقاية والتوعية شبه منعدمة فى ثقافتنا ومنظومتنا السلوكية ووسائل إعلامنا التى لا تهتم بنشرها قدر اهتمامها بالتلميع الإعلانى، تحدث د. جمال عصمت، ود. حلمى أباظة، ود. صيدلى محمد مبروك، ود. هشام أيوب، ود. أحمد شعراوى، ود. حسنى سلامة، وباقة من كبار الأساتذة، تحدّثوا عن ضرورة تثقيف الناس والأطباء الشباب أيضاً عن الوقاية وأيضاً عن بروتوكولات العلاج، من الأشياء المهمة التى أُثيرت فى الندوة، اختفاء دواء البلهارسيا، وهذا خبر مزعج، فليس معنى أننا قد عالجنا مرضى البلهارسيا، وأننا قد قلصنا عدد المصابين إلى رقم بسيط جداً أن نحذف الدواء!!، فنحن ما زلنا نُشاهد حالات بلهارسيا وما زال الدواء مطلوباً توفيره، لكن المفاجأة الكابوسية هى أنه لا يوجد قرص دواء للبلهارسيا فى مصر كلها من الإسكندرية حتى أسوان، ولذلك رجاءً من وزارة الصحة توفيره بأى شكل، النقطة الثانية هى نقطة أننا لا بد أن نعرف أننا فى حرب مع كائن خبيث ولئيم اسمه الفيروس، ولا بد أن نعرف أن الحرب طويلة وشرسة ولا تنتهى فى خمس سنوات، فى تلك الحرب هناك تكتيك واستراتيجية، هناك كر وفر، هناك خبث ودهاء، ومكاسب وأشواط تقطع، وأيضاً عثرات فى الطريق، هناك وحش اسمه سرطان الكبد، وقد سألتهم من واقع خبرتهم الميدانية، سواء فى المستشفيات أو عياداتهم الخاصة، أجمع الكل على أن حالات سرطان الكبد قد زادت فى مصر بشكل كبير جداً، هذا يستدعى دراسة جادة وعلى مساحة كبيرة لمعرفة الأسباب وطرق المواجهة، أثير أيضاً موضوع الإحصائيات، وهل كانت هناك مبالغة، بدليل سؤال: أين ذهب هذا العدد الرهيب فجأة؟، وكانت الإجابة هى ليست فجأة، هناك نجاح بالفعل على الأرض، هناك من كان يعالج بالحقن «الطرطير» المقيئ فى الستينات والخمسينات، وتوفى وسقط من الإحصائيات، وهناك أسباب أخرى، لكن بالطبع النسبة رهيبة ومقلقة، الموضوع المهم الآخر الذى حدث حوله عصف ذهنى هو موضوع علاج المريض الذى يحمل فيروس سى وبى فى الوقت نفسه، وهل عند علاج فيروس سى تظهر شراسة فيروس بى؟!، وما البروتوكول العلاجى لمريض يحمل الفيروسين؟، هذه الأسئلة وغيرها تثبت أنه ما زالت أمامنا مواجهات ومواجهات مع هذا الفيروس اللعين، وما زالت الحرب لم تضع أوزارها بعد، ولم يلقِ الفيروس سلاحه بعد وما زال محتفظاً ببعض دروعه، إلا أنه بالمنهج العلمى السليم، بداية من مفاوضات تخفيض سعر الدواء وحتى العلاج فى المراكز، مروراً بتشكيل اللجنة نفسها من أسماء لها ثقل ووزن فى مجال علاج الكبد على مستوى العالم.

No comments:

Post a Comment