Translate

Monday, September 4, 2017

خالد منتصر - أين خبرات ماسبيرو؟! - جريدة الوطن - 3/9/2017

يدور الآن حوار موسع حول تطوير تليفزيون ماسبيرو وإنقاذه من الهاوية السحيقة التى وصل إليها، وللأسف الكل يدلى بدلوه والجميع يفتى إلا أصحاب الخبرة التليفزيونية الحقيقية، ولا أقصد أساتذة الجامعة الأكاديميين وأيضاً لا أقصد الإذاعيين، فلا هؤلاء ولا أولئك هم أهل الخبرة الذين أقصدهم، فالأكاديمى دوره مهم فى نطاق إعطاء المحاضرات وتخريج الطلبة وهو دور مهم وعظيم لكنه سيظل أسير كتبه ومراجعه ولم يختبر فى المطبخ التليفزيونى الحقيقى، لم يصنع برنامجاً على الهواء ولم يقع فى مطب إضاءة ضعيفة أو ديكور غير مناسب أو اتصال خارج السياق أو موضوع محروق أو صوت بايظ... إلخ، الذى يده فى ماء المدرجات غير الذى يده فى نار الاستوديوهات، هل وضع الأكاديمى خريطة قناة؟ هل كتب تمثيلية سهرة؟ هل تفاوض مع شركات إنتاج سينمائى؟ هل تعامل مع قنوات أفلام وثائقية؟! هل ذهب إلى بعثة لدراسة المنوعات أو الأفلام التسجيلية؟ هل دخل استوديو للرسوم المتحركة؟.. والكلام نفسه ينطبق على الإذاعيين، فالميكروفون الإذاعى مختلف والإخراج فى استوديوهات الإذاعة محدود بسقف وأدواته مختلفة، والصوت غير الصورة، ولذلك فالإذاعى لن يطور التليفزيون، الخبرات التليفزيونية يا سادة، التى أهملناها وأطلقنا عليها رصاصة الرحمة، هى التى كانت تصعد على سقالات ماسبيرو وقت بنائه ويتصبب منهم العرق وهم يكتبون الإسكريبتات ويهرولون فى ردهات المبنى وينامون فى الطرقات ليخرج تليفزيون الستينات على هذه الصورة المبهرة، معظمهم سافر فى بعثات وحصل على جوائز وتعلم فضيلة الإنصات ونقل الخبرة والتعلم وأهمية التدريب، إهمال تلك الخبرات جريمة، والتعتيم عليهم كارثة، والخاسر هو الإعلام والدولة والجمهور، طاقات معطلة، هم لا يريدون عملاً ولا ظهوراً على الشاشة إنما يريدون مجرد استشارتهم فى التطوير وعندهم الكثير من الخبرات يريدون نقلها للأجيال الجديدة، وفوق ذلك ما زالوا يحبون هذا الوطن ويعشقون ترابه فى زمن صار الوطن فيه مجرد شقة للإيجار وسبوبة للمكسب.

No comments:

Post a Comment