Translate

Tuesday, May 2, 2017

د. عماد جاد - مسار العائلة المقدسة (٢) - جريدة الوطن - 3/5/2017

فى زيارته التاريخية لبلادنا، كرر الحبر الأعظم، البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، كلماته التى تقول إن أرض مصر مباركة، فعلى جبل سيناء تحدث الرب الإله إلى موسى، وتسلّم الأخير منه لوحى الشريعة ومكتوب عليهما وصايا الله العشر لبنى البشر. كرر الحبر الأعظم أيضاً ما يفيد أن مصر مباركة لأن إليها لجأ السيد المسيح والعائلة المقدسة بطلب إلهى حتى ينجو من مذابح هيرودوس الملك، وعلى أرضها المباركة قضى السيد المسيح ثلاث سنوات ونصف السنة متجولاً من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وعندما انتهى الخطر تحقق ما هو مكتوب فى العهد القديم متنبئاً عن السيد المسيح «من مصر دعوت ابنى» و«مبارك شعبى مصر».
من بين ما قاله الحبر الأعظم عن مصر أنها أرض حج مسيحى، وأن زيارته تأتى فى هذا السياق، أى إنه جاء إلى مصر كحاج سلام. ما تعنيه أقوال بابا الفاتيكان أن مسيحيى العالم عليهم أن يحجوا إلى مصر ويزوروا البلاد التى باركها السيد المسيح والعائلة المقدسة وأن يسيروا فى الطرق والدروب التى سار عليها، لا سيما أنها مسافة طويلة من العريش حتى أسيوط، وهى مسافة تقترب من الألف كيلومتر. ولا بد أن ندرك فى مصر خطورة وأهمية ما ورد على لسان بابا الفاتيكان ونقلته نحو ١٥٧ دولة على الهواء مباشرة، وأن بابا الفاتيكان هو الأب الروحى الوحيد لنحو مليار وثلاثمائة مليون كاثوليكى حول العالم، وأن كلمات البابا بالنسبة لهم مسلّم بها، وهناك نحو ٨٠٠ مليون كاثوليكى فى أمريكا اللاتينية هم أكثر الكاثوليك تديناً والتزاماً بكلام الحبر الأعظم. خلاصة القول أن كلمات الحبر الأعظم بابا الفاتيكان قد وضعت مصر على خريطة السياحة الدينية التى يمكن أن تدفع عشرات الملايين من المؤمنين الكاثوليك وغيرهم إلى زيارة مصر للسير فى مسار العائلة المقدسة والإقامة فى المواقع التى أقامت فيها العائلة، وهى تقترب من ٣٠ مكاناً فى الشمال والجنوب والشرق والغرب؛ من العريش فى أقصى شمال مصر الشرقى إلى جبل درنكة فى محافظة أسيوط وسط صعيد مصر.
السؤال هنا: هل نحن جاهزون لاستقبال عشرات الملايين من الحجاج المسيحيين؟
الإجابة: لا.
السؤال: هل يمكن أن نستعد لذلك جيداً؟
الإجابة: نعم.
السؤال: كيف يمكن تحقيق ذلك؟
الإجابة: بتجميع كل الدراسات ومشروعات التطوير التى أعدتها وزارة السياحة المصرية على مدار السنوات الماضية، وتلك التى أعدتها شركات مصرية خاصة، والاستعانة بتراث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الذى يحدد بدقة مسار العائلة والمناطق التى أقامت فيها وفترات الإقامة التى تقول إن أطولها كان فى المنطقة الموجود فيها حالياً دير المحرق. تشكيل لجنة مصغرة من ممثلى شركات القطاع الخاص والأشخاص الذين درسوا الملف جيداً، وتكليف شركة عالمية بدراسة جدوى المشروع اقتصادياً والتكاليف اللازمة والمراحل الزمنية للتنفيذ، ثم بعد ذلك يُجرى الاتصال ببطريرك الأقباط الكاثوليك فى مصر، البطريرك إبراهيم إسحق، ويُطلب منه ترتيب لقاء للمجموعة المصرية مع الجهة المسئولة فى الفاتيكان، ويطلب بشكل واضح بركة الحبر الأعظم ودعوته للبنوك الأوروبية الكبرى بتمويل إنشاء البنية التحتية لمسار العائلة المقدسة فى مصر، ثم دعوة الشركات العملاقة فى العالم العاملة فى مجال الإنشاءات كى تتولى تنفيذ المشروع بالتعاون مع شركات مصرية كبرى، شخصياً تحدثت مع ثلاث من أكبر الشركات المصرية العاملة فى هذا المجال، تحدثت مع المهندس منير غبور، والمهندس نجيب ساويرس، والمهندس ماجد حلمى، رئيس مجلس إدارة شركة وادى دجلة العقارية، وقد رحبوا بالدخول فى المشروع وتولى تطوير نقطة أو أكثر من نقاط مسار العائلة المقدسة.
ما ننتظره هو تحرك سريع للبدء فى خطوات تنفيذ هذا المشروع الذى أثق أنه سيدفع بنحو ١٥ - ٢٠ مليون سائح أجنبى لزيارة مصر مرتين فى العام، والذى سيدر على مصر عشرات مليارات الدولارات سنوياً، فضلاً عما يحدثه من قفزة كبرى فى الإنتاج والتصنيع والخدمات المرتبطة بزيارة هذا العدد الهائل من السياح.

No comments:

Post a Comment