Translate

Friday, May 5, 2017

د. عماد جاد - مسار العائلة المقدسة (٣) - جريدة الوطن - 5/5/2017

المسار الذى سلكته العائلة المقدسة فى طريقها من فلسطين إلى أرض مصر معروف بدقة، وهناك خرائط تفصيلية عن النقاط التى استقرت أو استراحت فيها العائلة، والمدد الزمنية التى قضتها فى كل نقطة من النقاط على أرضنا المباركة، بل وهناك معلومات تفصيلية عن الآثار المتبقية فى كل نقطة من هذه النقاط. هذا المسار، البالغ طوله نحو الألف كيلومتر داخل أراضينا، يضمن ما بين ٢٥ إلى ٣٠ نقطة استراحت أو استقرت فيها العائلة المقدسة، هذا المسار يمكن أن يتحول إلى منطقة سياحة عالمية تجذب السياح/ الحجاج من شتى أنحاء العالم، فما قاله الحبر الأعظم بابا روما، فرنسيس الثانى، من أنه جاء إلى أرض مصر كـ«حاج سلام» هو رسالة للكاثوليك فى شتى أنحاء العالم بأن أرض مصر أرض مباركة ينبغى الحج إليها، ونحن نعلم أن الحبر الأعظم له سلطة روحية على نحو مليار وثلاثمائة مليون كاثوليكى حول العالم، منهم ٨٠٠ مليون فى أمريكا اللاتينية وحدها، واللاتين شعب متدين، مسالم، هادئ ومتسامح أيضاً.
وفى تقديرى فإن إتمام مثل هذا المشروع العملاق يقتضى تعاوناً وتنسيقاً على مستوى عالٍ مع الفاتيكان، ولبطريرك الأقباط الكاثوليك، إبراهيم إسحق، نفوذ وتأثير قوى، وما أكثر رجال الدين المصريين الصعايدة حول الحبر الأعظم، جميعهم على استعداد للقيام بكل ما هو مطلوب لدعم بلادنا مصر ومساعدتها، وفى تقديرى أن الخطوة الأولى تبدأ بإقرار الدولة على أعلى مستوى خطة شاملة لتطوير وتحديث مسار العائلة المقدسة، ثم بعد ذلك يجرى تشكيل مجموعة عمل من شركات السياحة المصرية، الشركات العقارية، وزارتى السياحة والآثار، الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والقبطية الكاثوليكية، وعدد من الشخصيات العامة ورجال الأعمال، يتم تقسيم المجموعة إلى فرق عمل متنوعة منها مجموعة تتولى جمع كافة الخرائط والمعلومات والبيانات المتعلقة بالرحلة، مجموعة ثانية تتولى القيام بزيارات ميدانية لمسار العائلة وتضم فى عضويها مهندسين من مختلف التخصصات لدراسة المواقع ووضع تصور للمشروعات التى تحتاجها كل منطقة من هذه المناطق، ومجموعة ثالثة تتولى عملية الترويج للمشروع عالمياً وتضطلع بمسئولية تدبير التمويل اللازم لهذا المشروع العملاق الذى ينبغى أن يكون خاصاً بالكامل، بمعنى أن الدولة لا تساهم فيه بدولار واحد، ويتنوع التمويل ما بين مصرى خاص وأجنبى، والمصرى الخاص يعتمد على تصور استثمارى من قبَل المطورين العقاريين المصريين والشركات العقارية الكبرى، أما التمويل الأجنبى فلا بد أن يبدأ باجتماع مع بطريرك الأقباط الكاثوليك، الأنبا إبراهيم إسحق، ثم زيارة للفاتيكان لطرح المشروع على الحبر الأعظم، فيمنحه بركة، ومنح البركة هنا سيكون بمثابة رسالة للشركات العالمية الكبرى بالمساهمة فى المشروع، وربما تساهم شركات تابعة للفاتيكان فى المشروع، المهم هنا هو تدبير التمويل اللازم، أياً كان حجمه، لتدشين المشروع، الذى أتصور أنه يتجاوز عشرات المليارات من الدولارات، ويمكن طرح فكرة أن يتولى افتتاح المشروع بعد إتمامه الحبر الأعظم بابا الفاتيكان، فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وغيرهم من كبار رجال الدين، ففى ذلك خير دعاية لبلدنا العريق كبلد متنوع متعدد محب للسلام، وزيارة الحبر الأعظم ومشاركته فى افتتاح المشروع ستكون بمثابة رسالة لكاثوليك العالم أن تعالوا إلى مصر للسير على درب العائلة المقدسة، حيث سار السيد المسيح والعذراء مريم ويوسف النجار. ما يهمنا أن هذا المشروع الذى لن يكلف الدولة دولاراً واحداً سيضع بلادنا على خريطة السياحة العالمية، ويجعل منها قبلة لمن يريد السير على دروب سار عليها السيد المسيح طفلاً، ولدى يقين أن هذا المشروع سوف يدر على بلدنا عشرات مليارات الدولارات سنوياً.

No comments:

Post a Comment