Translate

Thursday, March 10, 2016

الشاعر الكبير سيد حجاب لـ«المصرى اليوم»: مشروع العاصمة الإدارية كوميدى.. والقناة الجديدة «فتحة صدر» - ١١/ ٣/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم


  حوار   هيثم عبدالشافى    
تصوير - أدهم خورشيد











قال الشاعر الكبير سيد حجاب إن النظام وعد الشعب بأحلام وردية والنتيجة كانت مخيبة للآمال، وإن الدولة تسلك نفس المسار الخاطئ للنظام السابق، موضحا أنه على الرئيس تكوين مؤسسة رئاسية تدرك أحلام الشعب وتحترم قدراته، مشيرا إلى أن ممارسات وزارة الداخلية تأكل يوميا من صدق النظام ومشروعيته، وتفتح المجال أمام انتقادات أوسع للدولة. وأضاف فى حواره لـ«المصرى اليوم» أن الحكومة تتصرف بعشوائية وينقصها الفهم السياسى والرؤية، وأن مبادرة «صبح على مصر» تعد اقتصادا مبنيا على الصدقة، واستمرارا للتنمية من أموال الفقراء دون ملاحقة من نهبوا أموال الشعب على مدار الـ٤٠ عاما الماضية، مؤكدا أن سيناريو طرد النائب السابق توفيق عكاشة مجرد لعبة برعاية أجهزة الدولة هدفها إعادة تمركزنا فى الشرق الأوسط، لافتا إلى أن قناة السويس الجديدة من المشروعات الدعائية الاستعراضية، ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة نفذ بشكل كوميدى وتجاهل كل الدراسات السابقة. وإلى نص الحوار:
■ بداية ماذا عن مشكلة مقالك الأخير الممنوع من النشر فى صحيفة قومية؟
- المقال كان بعنوان «مصر تكذب على نفسها»، ويتحدث عن الأوضاع التى تمر بها مصر الآن، وكان من المفترض أن ينشر منذ أسبوعين، لكن لم ينشر حتى اليوم، وسبق أن رفضت الحديث عن الواقعة أو نشر المقال فى أى مكان آخر، والواقعة مناسبة جيدة للاستراحة من الكتابة.
■ لماذا مصر تكذب على نفسها؟
- يضحك.. استأذنت فى بداية المقال الممنوع من النشر صديقى النبيل الدكتور مصطفى حجازى، لأنه نشر مقالا بنفس العنوان فى «المصرى اليوم»، والمسألة ببساطة تتلخص فى أننا نمتلك كل شىء ونقيضه، لدينا تعليم عام مجانى، وفى الحقيقية ليس تعليما ولا مجانيا ولا عاما، وعندنا بحث علمى «وفى الآخر يطلع جهاز الكفتة»، وعندنا مسرح «واللى يشوف مسارح إنجلترا يعرف جيدا أن لدينا شبه مسرح، وقس على ذلك باقى المجالات، نحن دائما نغيب العقل ونفتح المجال للنقل، ولم ندخل بعد عالم الحداثة، ونخشى الاقتراب من العلمانية، لكن لا بد من فصل الدين عن الدولة.
■ كيف تابعت الحكم الصادر بالحبس ضد أحمد ناجى؟
- الملاحظ فى الفترة الأخيرة، أن هناك هجمة ظلامية على الفكر التنويرى بشكل عام، وهذه الهجمة لا تستند إلى أسس واضحة، بل تخالف الدستور الذى ينص على عدم الحبس فى قضايا النشر، فبداية من إسلام بحيرى مرورا بفاطمة ناعوت وانتهاء بأحمد ناجى، كل هذه الأحكام مخالفة للدستور ومستندة إلى قوانين قديمة موقوفة.. باختصار ما زال هناك خلل فى منظومة العدالة والأمن فى بلدنا.
أما بخصوص المستوى الفنى والفكرى للقضايا والاتهامات الموجهة لهذه الأطراف، أنا لم أقرأ ما كتبه أحمد ناجى، لكن الفكر لا يرد عليه إلا بفكر، وإذا انقلبت القضية من نشر إلى تشهير فالقانون هو الذى يفصل فى الأمر، وطوال السنوات الماضية ناضل الوسط الثقافى كثيرا لإسقاط قانون دعاوى الحسبة التى أسفرت عن اغتيال فرج فودة، ومحاولة طعن نجيب محفوظ، وغيرها من الكوارث، وحين أسقط أوكل للنائب العام رفع قضايا الحسبة، وهو الآن يلعب هذا الدور بمنطق أهل الحسبة القدامى، بما يعنى أنه ما زالت مؤسسة العدالة والأمن تعانى من خلل رهيب ينبغى إصلاحه.
■ ما رأيك فى أداء وزير الثقافة؟
- الوزير يتحرك فى حقل ألغام، وورث كثيرا من مشاكل العهود السابقة، لكن يحسب له دعوة الوسط بأكمله لضرورة التكاتف ضد الهجمة الظلامية وتغيير الواقع التعس الذى نعيشه، ووزارة الثقافة تعانى من مشكلة حقيقية منذ انفصلت عنها السياحة، ومواردها محدودة، وبالتالى أنشطتها محجمة نتيجة قلة الموارد، ولك أن تتخيل أنه لا يوجد فى الميزانية الجديدة بند واضح لمنحة التفرغ حتى الآن.
■ هل ترفض ترجمة المؤلفات الإسرائيلية؟
- لست ضد ترجمة كل ما لدى العدو، لأن المعرفة قوة، وهذا ليس تطبيعا، فالتعرف على فكره وثقافته وواقعه أمر مهم للغاية، والنخب الحاكمة- الثقافية والسياسية- مسؤولة تماما عن إبهام مفهوم التطبيع، المعرفة قوة.
■ هل كنت تتوقع الشكل الحالى للبرلمان أثناء كتابة ديباجة الدستور؟
- لا طبعا، لكن يذكر لهذه اللجنة عدة أشياء، فهى أول لجنة تضع دستورا لمصر، ومثلت درجة كبرى من التوافق المجتمعى بمختلف الشرائح لأول مرة فى التاريخ، وأصرت منذ البداية أن يكون عملها تطوعيا خالصا بعكس اللجنة السابقة، واتفق أعضاء هذه اللجنة ألا ينالوا مناصب بالتعيين، ونحن لم نكن ننتظر أى مكافأة على عملنا، فالعمل كان بضمير سليم وبنوايا حسنة، كما أشار الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأن الأمم لا تبنى إلا بالنوايا الحسنة وبالإرادة الصلبة، ووصلنا لدستور وافقت عليه الأمة بنسبة أكثر من ٩٠%.
وما يحدث الآن عبارة عن أن ثورة ٢٥ يناير وموجتها الأكبر ٣٠ يونيو، رفعوا شعارات «عيش حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية»، وأفرزت الساحة جيلا جديدا وشعبا جديدا دخل المدرسة السياسية وناقش كل الأمور العامة، وهذا مكسب، والشباب الآن يرفض الوصايا على عقله من أى جهة، أما المكسب الثانى فهو هذا الدستور الذى وافقت عليه الأمة، والآن كل محاولات عبيد الثورة تتمثل فى ضرب الثورة والالتفاف على الدستور، وتتركز هجماتهم فى ضرب هذين المكسبين (الشباب والدستور).
■ هل هذا البرلمان يمثلك؟
- الشعب المصرى لا يرى أن البرلمان يمثله، الشعب انصرف عن انتخاب البرلمان إلا بنسبة ٢٤%، بما يعنى أنه غير واثق فى صدقه مقدما، ولم نر برامج تطرح على الناخبين وما حدث قبل الانتخابات مساومات ومفاوضات بين جهات مختلفة معظمها يمثل قوى الماضى التى مازالت موجودة فى مفاصل الدولة أو قوى المال السياسى، فقط مفاوضات منهم لاقتسام (التورتة)، فعاقبهم الشعب بالانصراف عن البرلمان، والحقيقة هو لا يمثل إلا ٢٤% من الشعب فقط، وهناك ٣٠ أو ٤٠ نائبا تحدوا سطوة المال السياسى ومعهم المراقبة الشعبية سيجبرون الجميع داخل المجلس لاتجاه أقرب من الصحة، وهذا اتضح جيدا فى طرد توفيق عكاشة من البرلمان، وهذا ليس تعبيرا عن رفضهم أو وجهة نظر الأعضاء (الذين لا يختلف أكثرهم عن توفيق عكاشة)، لكنها تعكس خوفهم من الشعب.
■ بالمناسبة كيف تابعت أزمة توفيق عكاشة؟
- تابعتها وأنا أضع تصورا هامشيا بأن المسألة كلها مجرد لعبة برعاية أجهزة الدولة، وأظن أن الواقع فى المنطقة يصب فى هذه الخانة، بمعنى الآن المنطقة مقبلة على التسوية الكبرى بين محور منتصر وآخر مهزوم يتراجع، وفى نفس الوقت تتصاعد الخلافات بيننا والأشقاء بدافع حرص النظام على الحفاظ على الأمن العام، فمثلا يأخذ موقفا مبدئيا من أزمة سوريا وهذا موقف قد يزعج السعودية، ومصر مؤهلة للمشاركة بدلا من السعودية فى هذه التسوية، والآن مطلوب إعادة وضعنا فى ملف القضية الفلسطينية، وكان النظام بحاجة إلى مساندة شعبية يواجه بها الأشقاء العرب، ويؤكد أنه لا يندفع إلى التحالف مع الصهيونية، فكان الأمر مجرد بالون اختبار ودليل يسترشد به النظام لإعادة تمركزه فى الشرق الأوسط، وهذا هامش افتراضى أنا أتوقعه.
■ لماذا رفضت الرد على مرتضى منصور حين هاجمك من خلال ديباجة الدستور؟
- لا أرى المسألة فى بعدها الشخصى أبدا، ولا يشغل بالى ما يقوله الغير عن شخصى الفقير إلى الله، فالموضوع ببساطة شديدة خصومته مع الدستور، أى مع الشعب الذى وافق على الدستور بأغلبية، وخلافه ليس معى، بل مسألته الشخصية ومرضه الشخصى، وألا يقسم نائب فى الجلسة الافتتاحية للبرلمان أو يود أن يقسم بـ(القطاعى) فهذا كان يستلزم من رئيس الجلسة حرمانه من العضوية، لأن أداء القسم جزء من شروط العضوية (دى مفيش فيها فصال).
■ كيف تقيم أداء الحكومة؟
- يغلب عليها منطق الحكومات السابقة، كلها جاءت لتسيير الأعمال، فما زالت السياسات الاقتصادية كما هى، ولم تتغير البنية الاقتصادية المصرية التى جرفت فى سنوات التبعية والاستبداد والفساد وحولت اقتصادنا إلى ريعى يعتمد على السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين من الخارج.
والحكومة الآن تتصرف بعشوائية شديدة وبغياب تام للشفافية، وينقصها الفهم السياسى والرؤية السياسية للواقع المصرى، لأن مصر ليست بحاجة لمشروعات قدر احتياجها لرؤية اقتصادية شاملة تعكس انحياز حقيقى للفقراء والغالبية، فهى تعلن عن مشروعات لا نعلم معالمها أو من ناقشها أو من طرحها، ومعظمها عقارية «العاصمة الإدارية الجديدة» مثالا، وغياب الرؤية من أبرز المشاكل التى تأكل يوميا من صدق النظام ومشروعيته، ويتضح الأمر بشدة فى ممارسات الداخلية، وخلل منظومة العدالة، وعلى الرئيس بصفته السلطة المنتخبة الأكثر شعبية أن يتصدى لما يسبب تآكل شعبيته، خاصة أن عبيد الماضى يحاولون إسقاطه، وينبغى أن يكون له وقفة فى مواجهة الفساد المتغلغل فى كل مفاصل الدولة.
■ كيف ترى خطوات الرئيس الأخيرة؟
- الرئيس أدرك فى أحاديثه الأخيرة أن هدم الدولة يبدأ بالاعتداء على الدستور، وهذا يعنى أنه سيحترم قسمه بأن يحترم الدستور، وسيقف فى وجه كل من يحاول الاعتداء عليه، لكن أزعجنى جدا فى اليابان وجود وجوه إعلامية بعينها إلى جواره، وما زالت الوفود الاقتصادية التى خططت لمؤتمر شرم الشيخ تظهر حوله، وهى بالمناسبة تنتمى إلى الماضى، والوجوه الإعلامية فى معظمها تنتمى إلى أحط ما فى الماضى، وحتى الآن الرئيس يحتاج مؤسسة رئاسية قادرة على الوفاء بما تعهد به للشعب والفقراء.
■ فى رأيك هل ممارسات الداخلية تشحن الشعب ضد النظام؟
- بعض المراقبين فى الخارج قالوا إن هناك صراعا مكتوما بين أجهزة الأمن المختلفة فى مصر، لإنهاء فترة الرئاسة مبكرا، وما زالت الصراعات دائرة حتى اللحظة، ورغم أن الدستور يكفل الحريات فى مصر، إلا أن التفعيل غائب، وهناك نصوص دستورية قائمة بذاتها يعتدى عليها، وببساطة لا حريات فى مصر الآن.
■ لكن هل تتوقع انفجار ثورة ثالثة قريباً؟
- لا أتمنى ولا أحد يتمنى، لكن طالما يسلك النظام نفس المسار الخاطئ بدون وجود رؤية للمستقبل، وباستمرار الاعتداء على الدستور والشباب، وإقرار الأمن مقابل الحقوق والحريات، سيؤدى هذا كله إلى اضطراب اجتماعى وثورة، والغبى من يكرر نفس التجربة متوقعا نتائج مختلفة، وهؤلاء يكررون تجربة النظام السابق، يمارسون التبعية ويفتحون آفقا للفساد والاستبداد، متوقعين أن يحدث تغيير، وهذا أدى إلى انفجار ٢٥ يناير، وأقول «طظ» لكل من يسعى لإعادة إنتاج الماضى، وهذا سعى خائب وفاشل مقدما.
■ هل ترى أن الرئيس نفذ وعده بالانحياز للفقراء؟
- حتى الآن لا توجد إلا النوايا الطيبة والحسنة من الرئيس، مثلا مبادرة «صبح على مصر بجنيه» تعد استمرارا فى منطقة التنمية من خلال أموال الفقراء دون التعرض لمن نهبوا أموال الشعب على مدار ٤٠ عاما، وهذا كلام يتسم بقدر عال من البساطة، واقتصاد مبنى على الصدقة، لكن الرئيس ورث تركة ثقيلة من الفساد، ويتحرك أيضا فى حقول ألغام بالداخل والخارج، ونحن على مشارف مواجهة شديدة الخطورة مع الإرهاب حين يهزم فى سوريا والعراق، ولذلك ينبغى إعادة توازن علاقتنا مع إيران وتركيا.
من يعش فى الشارع يسمع انتقادات للنظام كثيرة، فضلا عن خيبات الأمل التى أصابت الناس، للأمانة يظل هناك إحساس بأن الرئيس فى معاناة، لكن صوتهم يقول دائما ماذا عاد علينا من الثورة، بشكل عام لم يعد الموقف جيدا، ونتمنى على الرئيس أن يحسن تكوين مؤسسة رئاسية تدرك أحلام هذا الشعب، وتحترم قدراته، وتحل الملفات التى يعانى منها كالتعليم، والصناعة، والصحة، وغيرها.
■ كيف ترى مشروع قناة السويس الجديدة الآن؟
- من المشروعات الدعائية الاستعراضية، مثله مثل العاصمة الجديدة، فالنظام وعدنا بكثير من الأحلام الوردية وكانت النتيجة مخيبة للآمال، لأن المسألة لم تعتمد على دراسة علمية دقيقة، باختصار كان الموضوع كله مجرد «فتحة صدر»، وقس على ذلك مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، فهو أيضا مشروع كوميدى جدا، لأنه تجاهل كل الدراسات وغلبت عليه عشوائية التفكير والمزاج، وكان من الممكن أن يكون المشروع قاطرة المستقبل والتنمية، لكن إذا شارك فيه الشعب فكرا وتخطيطا خارج إطار المساعدات العربية وصندوق النقد الدولى.
■ وماذا عن مبادرة تجديد الخطاب الدينى؟
- الأزهر يأخذ سلطات أكثر مما ينبغى أن يكون له، ولا نرى من المؤسسات الدينية بشكل عام إلا الكلام المتواتر عن الأخلاق وتجديد الخطاب الدينى، فى حين لا يزعجهم الانحطاط الأخلاقى للأمن فى إيذاء المواطنين، والكوارث الأخلاقية التى تحيط بالبرلمان والإعلام.
والمشيخة ليست مهمومة بحقيقة الأمر، فقط تهتم «بأخلاق العبيد» لفرض الطاعة والوصاية، وهذا كلام تجاوزه الزمن، والسبيل الوحيد لتجديد الأخلاق والخطاب الدينى يكمن فى العدالة الاجتماعية، لأن مبادرة تجديد الخطاب الدينى هروب من مواجهة الحداثة، لأنها تقتضى فصل الدين عن الدولة، وأعظم ما فى الإسلام ألا كهانة فيه، وهم يدافعون عن «السبوبة» لا الدين، واكتنزوا أموالا من التجارة بالدين، وأقول لمشايخنا فى الأزهر والقساوسة فى الكنيسة لا وصاية لأحد على آخر، «محدش فينا على راسه ريشة»، والإسلام الحقيقى لا يمت لممارسات الأزهر الكهنوتية بصلة، الإسلام لا يحتمل فقهاء ولا مفسرين ولا رجال دين ولا مذاهب مختلفة فيما بينها، ولا يعرف تقديس وتأليه الأشخاص، وما يتناقض مع العقل علينا تأويله.
كما أن مناهج الأزهر تحمل فكر «داعش»، وتدرس مذهب محمد ابن عبدالوهاب باعتباره مذهبا معتمدا، ما يجعل الأزهر بيئة حاضنة للإرهاب، ولا يوجد تعليم دينى فى المراحل الأولى للتعليم، لكن يدمج فى المناهج بشكل عام كقيم وأخلاق بشكل عام، ويبدأ التخصص فى الجامعة.
■ لماذا رفضت المشاركة بكلماتك فى تتر الجزء السادس من ملحمة «ليالى الحلمية»؟
- أرفض تقديم جزء جديد من العمل أصلا، ولا أظن أن التتر الذى مرت عليه سنوات عدة يصلح الآن للجزء السادس، لذلك رفضت الاستعانة بالكلمات، وللقائمين على العمل الحق فى البحث عن تتر جديد يناسب أبناء العصر.

No comments:

Post a Comment