Translate

Saturday, March 26, 2016

لعنة الفراعنة حلَّت على الوزير! بقلم د. وسيم السيسى ٢٦/ ٣/ ٢٠١٦ -المصرى اليوم

السيدة المناضلة هبة سعد استطاعت الحصول على المرسوم الملكى لمحمد على باشا لسنة ١٨٣٥ من دار الوثائق والمحفوظات المصرية، من خلال مكتب المحامى الدكتور نصرى ماركو، والشكر الجزيل للمستشار أحمد البدرى الذى كان له دور كبير فى استخراج هذا المرسوم الملكى، ولا ننسى دور السادة الأفاضل: الأستاذ أمجد منير، والسيد أيمن شمس فى مكتب السيد/ وزير المالية، هذا المرسوم ينص على أنه يحظر تصدير أى أثر إلا بموافقة ملكية، وإصدار مرسوم ملكى بذلك، وحيث إن الأثر المصرى الفرعونى «سخم كا» خرج من مصر دون هذا المرسوم الملكى، فيكون قد خرج بطريقة غير شرعية، وبالتالى يكون لمصر الحق فى استرداده.
قدم السفير المصرى فى لندن عرضاً لإنقاذ التمثال سخم كا الذى يرجع عمره إلى ٤٥٠٠ سنة والذى عُرض للبيع من قبل متحف نورث هامبتون فى عام ٢٠١٤، وتعد السفارة المصرية مذكرة قانونية تتيح لها تملك التمثال، وعرضه فترات متساوية بين المتحف المصرى بالقاهرة والمتحف البريطانى بلندن، ويعمل سفيرنا الوطنى العظيم ناصر كامل فى لندن، على أن تتملّك مصر تمثالها الرائع سخم كا الذى خرج بصورة غير شرعية، كما خرجت بردية آنى «التى سرقها والاس بادج»، وكما خرج حجر رشيد «من فرنسا لإنجلترا - مَن لا يملك لمَن لا يستحق»، وكما خرج رأس نفرتيتى الذى قال عنه هتلر: إنى على استعداد أن أعلن الحرب ضد مصر إذا أصرّت مصر على استرداده. وكان ذلك ١٩٣٠م!.
لقد تم بيع تمثال سخم كا من قبل متحف نورث هامبتون فى يوليو ٢٠١٤ فى دار كريسلش الشهيرة للمزادات، بمقابل ١٥.٨ مليون جنيه إسترلينى، وتقدم مشتريه المجهول برخصة لنقله خارج بريطانيا، فأرجئت عملية البيع عاماً حتى يوليو ٢٠١٥ للسماح لمشترٍ بريطانى بشراء التمثال للحيلولة دون خروجه من المملكة المتحدة، وهو ما لم يتمّ حتى الآن!.
فى ٦ فبراير ٢٠١٦ كتبت مقالة للسيد وزير الآثار الأستاذ الدماطى أستصرخ وطنيته أن يقوم بإجراء قانونى لإيقاف بيع التمثال، خصوصاً أن ثورة عارمة فى لندن من محبى التراث المصرى يتظاهرون بلافتات «تراثنا ليس للبيع»، وتضامنت معهم سوزان إدوارد تبكى على تراثنا الذى لا نستحقه، حتى الخارجية تدخلت، والقضاء تدخل ووزير الآثار الدماطى لم يكلف خاطره حتى بالرد على مقالتى أو الرد على ما تقوم به الأستاذة هبة سعد وكأنه من أهل الكهف أو يزيد!
حين كنت أعمل فى نيوكاسل بإنجلترا كتبت مقالة عن الإهمال فى شاطئ بحر الشمال، وخرجت المقالة بعنوان: Council Of Neglect، أى مجلس الإهمال، انعقد المجلس فى مساء نفس اليوم، وتم الإصلاح فى ٢٤ ساعة!.
وحين انتقدتُ وكذّبت مقالة فى الـSunday Times، تهاجم مصر بخطاب لرئيس التحرير، أرسل لمراسل الصحيفة يستوضحه، ورد علىَّ معتذراً!
أخبرتنى الأستاذة هبة سعد تليفونياً: إنه الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أوصلت الأمر إليه، فكان الأمر بالتحقيق فى هذا الأمر، وكانت النتيجة أن حلَّت لعنة الفراعنة، لعنة سخم كا على كل من يفرّط فيه ولا عزاء لمن يتهاون فى تاريخ مصر.

No comments:

Post a Comment