Translate

Tuesday, March 29, 2016

روبرت فيسك يكتب: الغرب يصمت بعد استعادة الجيش السورى «تدمر» من «داعش» ٢٩/ ٣/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم

نقلاً عن صحيفة الحياة اللندنية
إن استعادة الجيش السورى بلدة تدمر، المدينة التى كانت يوماً مدينة الإمبراطورة الرومانية «زنوبيا»، تعد بمثابة أكبر هزيمة عسكرية لحقت بتنظيم «داعش» خلال عامين، ونحن صامتون، نعم يا أصدقاء، فالأشرار ربحوا، أليس كذلك؟ وإلا لكنا نحتفل جميعنا الآن بالأمر. فاستعادة مدينة تدمر الأثرية من قبل النظام السورى تأتى بعد أقل من مرور أسبوع على تفجيرات بروكسل التى أزهق فيها زبانية دولة «الخلافة الإسلامية» ٣٠ روحاً بريئة. فكان يجب علينا على الأقل التصفيق لأكبر عملية إعادة استحواذ عسكرية فى تاريخ تنظيم «داعش»، ولكننا فضلنا السكوت بينما الزعماء الظلاميون يفرون من تدمر.
وفى الأثناء التى كان تنظيم «داعش» يشيِّع فيها العديد من ضحاياه، اكتفى كل من الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بالصمت المطبق. فرئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون الذى نكس علم دولتنا حداداً على ملك السعودية لم يطلق أى تعليق.
كما كان يقول زميلى المتوفى جون جوردن الصحفى فى صحيفة «صنداى إكسبرس» إن «هذا الأمر يجبرك على أن تعتدل فى جلستك، أليس كذلك؟»، فها هو الجيش السورى المدعوم من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يطرد مهرجى تنظيم «داعش» خارج مدينة تدمر فى حين لم نكلف أنفسنا بكلمة استحسان بسيطة.
ففى العام الماضى، عندما سقطت تدمر فى يد تنظيم داعش، تنبأنا بسقوط الرئيس السورى بشار الأسد، وتجاهلنا السؤال الذى يلح على الجيش السورى ألا وهو: إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية تكره تنظيم داعش لهذا الحد، فلماذا لم يقصفوا قوافل الانتحاريين التى هاجمت خطوط الجيش السورى الأولى؟ لماذا لم تهاجم الولايات المتحدة تنظيم داعش؟
وقد سألنى قائد بجيش النظام السورى الذى فقد ابنه فى مواجهات بمدينة حمص السورية، وتم أسر رجاله بالمدينة التاريخية وذبحهم قائلاً: «إذا أرادت الولايات المتحدة تدمير (داعش)، لماذا لم يقصفوهم عندما واتتهم الفرصة؟».
حتى المسؤول السورى عن الآثار الرومانية فى مدينة تدمر، التى تعنى لنا الكثير ونهتم بها، هل تتذكرونها؟ قام تنظيم داعش بذبحه فى موقع أثرى، وكمزحة قام مسلحون من التنظيم بوضع نظارات المسؤول السورى مقلوبة على رأسه المقطوع، والتزمنا الصمت فى حينها.
حتى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لاحظ صمتنا، وتحدث عنه وتوقع بدقة استعادة جيش النظام السورى مدينة تدمر، حيث إن مقاتلاته الحربية استهدفت مواقع تنظيم داعش لتدعيم الجيش السورى، بينما المقاتلات الأمريكية تجاهلتها. ولم أستطع أن أمنع نفسى من الابتسام عندما قرأت أن قيادة الجيش الأمريكى أعلنت عن شن مقاتلات التحالف غارتين عسكريتين ضد تنظيم داعش حول مدينة تدمر فى الأيام التى سبقت استعادتها من قبل الجيش السورى، فذلك الخبر يخبرك كل ما تريد معرفته عن الحرب الأمريكية «ضد الإرهاب»، حيث إنهم يريدون تدمير تنظيم داعش ولكن ليس بالشكل الكافى.
ولذلك فى النهاية، يرجع الفضل كله إلى جيش النظام السورى بمساعدة ميليشيات من حزب الله والإيرانيين والقوات الروسية فى طرد سفاحى «داعش» خارج مدينة تدمر وربما يستطيعون، حاشا لله طبعاً أن يحالفهم النجاح، فى تحرير الرقة عاصمة تنظيم داعش.
ولقد كتبت عدة مرات أن جيش النظام السورى هو وحده من سيحدد المستقبل السورى، وذلك حينما تستعيد القوات السورية الحكومية محافظتى الرقة ودير الزور، والأخيرة هى المدينة التى دمرت فيها «جبهة النصرة» الكنيسة التى تخلد المذابح الأرمينية، وإلقاء رفات ١٩١٥ من ضحاياها المسيحيين فى الشوارع، فهل حينها ستكونون صامتين!
أليس من المفترض أن ندمر تنظيم داعش؟ دعوا الأمر.. فهذه وظيفة بوتين والأسد، صلّوا للسلام فهذا كل ما تريدون فعله، أليس كذلك؟ وما الذى يحدث فى جنيف بالضبط؟

يرجع الفضل كله إلى جيش النظام السورى بمساعدة ميليشيات حزب الله والإيرانيين والقوات الروسية فى طرد سفاحى «داعش» خارج مدينة تدمر
ترجمة- مروة الصواف

No comments:

Post a Comment