Translate

Friday, March 4, 2016

عار علينا أن نتعلم العبرية ولا نتعلم الهيروغليفية! بقلم د. وسيم السيسى ٥/ ٣/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم

هذه الأمة العظيمة الأمة المصرية، لم يتركها الله بلا رسل أو أنبياء أو حكماء! قال تعالى: «ولكل أمة رسول» يونس/٤٧ «ولقد بعثنا فى كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله» النحل/٣٦ «ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك» غافر/٧٨، «واذكر فى الكتاب إدريس. إنه كان صديقاً نبياً» مريم/٥٦.
يذكر القفطى: إدريس النبى، صلى الله عليه وسلم، ولد بمصر وسموه هرمس «إخبار العلماء بأخبار الحكماء ص١»، وكان أجدادنا يلقبونه: «عا عا عا ور» أى العظيم العظيم العظيم ثلاثة، ونحن نقول: والله العظيم ثلاثة! ويقول القفطى ص٢٢٧ هرمس المصرى الذى يسمى: المثلث بالحكمة... إلخ.
أردت بهذه المقدمة أن أؤكد أن أجدادنا العظماء كانوا يصلون، ويوحدون الله، ويصومون، ويحجون، ويزكون «من الزكاة»، فلا نعجب حين نقرأ فى محاكمة الروح كل القيم الأخلاقية السامية التى جاءت بعدها الديانات الإبراهيمية لتؤكدها، يقول الذكر الحكيم «فذكر إنما أنت مذكر. لست عليهم بمسيطر»، الغاشية/ ٢١-٢٢.
كان المصرى أو المصرية يقول: ولم أرتكب الفاحشة فى حرم الإله، يقول هيرودوت: المصريون هم أول من حرم مجامعة النساء فى المعابد، بينما سائر الشعوب يجامعون النساء فى بيوت الله!
جاء القرآن الكريم يزكى هذا الخلق القويم ويقول: «ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها» البقرة/١٨٧.
كان أجدادنا الفراعنة منذ آلاف السنين قبل اليهودية والمسيحية والإسلام يعرفون حدود الله، وبعد ذلك نطلق عليهم.. عباد أوثان!! يا للجهل ويا للعار!!
أما عن الافتراء والقذف، يقول آنى فى فصل إنكار الخطايا: «لم أرتكب خطيئة ولم أرم بها بريئاً» وفى القرآن: «ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتانا وإثما مبيناً» النساء ١١٢.
وفى محاكمة الروح كان المتوفى يقول: لم أنطق بسخرية «بادج ٣٤٩» «كتاب الموتى»، وفى القرآن: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم» الحجرات/١١.
يقول آنى: وما رفعت صوتى على أحد «فجر الضمير ٢٧٥ برستد» وفى القرأن «واغضض من صوتك» لقمان/٩.
نجد فى كتاب عطار.. الديانات والعقائد ص٣٢٩ج١: لم أظلم، وفى القرآن الكريم: «ألا لعنة الله على الظالمين» الأعراف/٤٤.
أما فلاندرز بترى فيذكر لنا فى كتابه: الحياة الاجتماعية فى مصر القديمة ص ١٤٣: يقول المتوفى: لم ألحق ضرراً بأى إنسان، وفى القرآن: «والذين يؤذون....... فقد احتملوا بهتانا وإثماً مبيناً» الأحزاب/ ٥٨.
يقول آنى: لم أكن متكبراً (فجر الضمير ٢٧٥) وفى القرآن: «إنه لا يحب المتكبرين» النحل/ ٢٣.
أما الاعتراف الإيجابى.. يقول الأورير أى المرحوم: كنت عيناً للأعمى ويداً للمشلول، ورجلاً للكسيح، وأباً لليتيم، إن قلبى نقى، ويداى طاهرتان... إلخ.
يضع تحوت رب المعرفة ريشة العدالة «ماعت» فى كفة الميزان، ورمز قلب المتوفى فى الكفة الأخرى، يردد آنى بينه وبين نفسه: لا تشهد علىَّ يا قلبى، يقول القرآن الكريم: «يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون» النور٢٤.. ينتظر آنى ميزان العدالة.. ينتظر كما جاء فى القرآن: «فأما من ثقلت موازينه. فهو فى عيشة راضية. وأما من خفت موازينه. فأمه هاوية. وما أدراك ما هيه. نار حامية» القارعة/ ٦-١١.
يعلن تحوت أن الأوزير آنى قلبه نقى «فى المسيحية: قلباً نقياً أخلق فىَّ يا الله» ويداه طاهرتان، ذلك لأنه قد ثقّلت موازينه أعمال الخير.
يقول رب المحاكمة أوزيريس: يكتب اسم آنى فى سفر الحياة، ويجلس عن يمينى «يامنتا باللغة المصرية هى اليمين» وتفتح له أبواب يارو «الجنة» حيث أنهار من ماء، زلال، وأنهار من خمر مقدسة، وسنابل قمح من ذهب، وأنهار من عسل مصفى.. إلخ.. أما إذا كان المتوفى شريراً.. يلقى إلى عم موت، وعم معناها يلتهم، موت معناها الميت، أى يلقى للوحش الذى يلتهمه، جدير بالذكر أن الأم تقول لطفلها: عم يا جمل، أى التهم هذه يا جامول «جميل- جمل».. يا قوم.. مصر مازالت تعيش فينا.. عار علينا أن نتعلم العبرية ولا نتعلم الهيروغليفية!!


No comments:

Post a Comment