Translate

Monday, March 21, 2016

سنتان عجاف.. والخير قادم!! بقلم د. محمود عمارة ٢١/ ٣/ ٢٠١٦ - المصرى اليوم

فى نهاية كل «لقاء» مع شباب مصر، يتكرّر السؤال: لماذا أنت مُتفائل رغم انتقاداتك ونقدك المستمر؟
هذا السؤال تكرّر للمرة الخمسين (فى آخر لقاء مع طلاب جامعة المنوفية الثلاثاء الماضى.. وبعد غد الأربعاء سيتكرر فى لقائى مع طلاب جامعة الإسكندرية) من كل المتابعين لمقالاتى!!
والإجابة التى أكررها:
أولاً: صحيح أننى مثل كثيرين، أُصاب أحياناً بحالة من «الإحباط».. للأسباب التالية:
١- أنه بعد ثورتين ضد الفساد والفقر والتخلف، ورغم أن لدينا الآن «رئيساً»، لديه «إرادة عارمة» فى سرعة الإنجاز.. ورغم أن الهيئة الهندسية لقواتنا المسلحة تقوم بإنجازات لا تُخطئها عين (حتى مع اختلافنا على طريقة التنفيذ وتكاليفها لبعض المشروعات).. إلا أننا لم نفعل شيئاً ملموساً «يُغيِّر من حياة الناس اليومية»!!
٢- فالزبالة.. أهرامات فى كل مكان بالمحروسة.. على حواف الترع والمصارف «مقالب قمامة» أكبر مما كانت عليه قبل الثورتين.. والشارع مُستاء ومشمئز من المناظر والروائح!!
٣- «فوضى المرور.. التى لا مثيل لها فى بوركينا فاسو.. تجعلك فاقداًَ للأمل فى الإصلاح، متشاهداً على روحك من كثرة نزيف الدم على الأسفلت.. (وكلاهُما: القمامة وفوضى المرور، كفيلان بإرهاب السائح والمستثمر الأجنبى، وهروب الشباب عبر البحار ليأسهم من الإصلاح)!!
٤- البيروقراطية المتوحشة مع الروتين العفن والفساد على مستوى الجهاز الحكومى أصبح أسوأ مما كان عليه.. مما أدى إلى «وقف الحال» وخوف الناس ويأسهم.. ووضع غمامة على العيون لا ترى أى «إيجابيات» تحدث!!
٥- غياب «الرؤية» الشاملة مع تخبط السياسات، وعكوسات البرامج فى صراع الهيئات.. أدت إلى حالة من الارتباك أوقعتنا فى «حيص بيص» والغرق فى شبر ماء!!.. ولهذا، ستنفجر فى وجوهنا الأزمات!!
٦- المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. التى تحدثنا عنها كثيراً، وكانت هى «أمل» الشباب، لتحقيق ذواتهم وأحلامهم، مازالت «حبراً على ورق».. وموزعة بين عشرات الجهات («أيادى»: بوزارة التخطيط، «مشروعك»: بالتنمية المحلية، «جمعيتك»: بوزارة التموين.. ثم الصندوق الاجتماعى، البنوك، وزارة التجارة والصناعة... إلخ)، ودوخينى يا لمونة بين أجهزة الدولة الفاشلة، والمحليات الفاسدة.. ونتجاهل أهمية إنشاء وزارة أو هيئة، تجمع كل هذه الكيانات «كأب شرعى» لها!!
٧- عدم وجود مستشارين كفاية حول الرئيس، من المبدعين.. الخلاقين، المبتكرين، الشجعان.. جعل الرئيس جالساً بمفرده على «منصة التدشين»، ومُحّملاً بكل أخطاء وخطايا التابعين!!
هذه باختصار أهم الأسباب التى تجعلنى أحيانا «مُحبطاً» وناقداً وأحياناً قاسياً!!
■ ويبقى النصف الثانى من السؤال: لماذا أنت مُتفائل بعد كل هذا الكلام؟
الإجابة:
١- بما أننى من المؤمنين بأن مصر «حبلى» بالكنوز.. «وثرية» بمواردها الطبيعية.. ولديها «تراث»، وخبرة متراكمة لتحمل المآسى مهما كانت، «وعبورها» مهما جرى.. فيكفينا أننا أصبحت لدينا «قيادة» (مهما اختلفنا حول بعض توجهاتها وننتقد بعض سياساتها)، إلا أنها «مستعدة»، حتى لو كانت مضطرة أحيانا أن تسمع وتستجيب للرأى العام، وتعمل له ألف حساب.. ومن تجربتى الشخصية فى الشهور الأخيرة أن الأجهزة العليا، التى يثق فيها الرئيس ويعتمد عليها، بدأت تستعين بأصحاب الخبرات (تسمع وتحاور وتنفذ) بعض اقتراحاتهم وأفكارهم، بعد أن ثبت لهم أنه لا حل للنجاح إلا بالاستعانة بالخبرات (شوية بشوية لأنهم غير معتادين)، ولا أقول غير واثقين فى كثير من المدنيين!!
٢- مشروع محور قناة السويس.. وقد أتيح لى، أيام بنك الأفكار، أن نناقش تفاصيله ونحدث بياناته.. فى حضور المجموعة التى شاركت فى إعداد «دراساته»، ومنهم د. عادل عزت، رئيس هيئة قناة السويس الأسبق، وفى وجود منتقدى هذا المشروع.. وسلمناه لـ «د.عصام شرف» رئيس الوزراء وقتها.. وخلاصة الدراسة: أنه «سعودية لمصر».. بعائد سنوى ١٠٤ مليارات دولار، وهذا الرقم وحده كاف لعدل الميزان، وخفض قيمة الدولار.
٣- «كنز الغاز» بالبحر المتوسط، والذى أثبتت الدراسات أنه سيكفينا ذاتياً بكل المشروعات المستقبلية، وسيبقى لنا جزء للتصدير، وهناك دلائل ومؤشرات على وجود «آبار كبيرة من الغاز والبترول» بالدلتا والصحراء والبحرين، تبحث عن مكتشفين، وسيتفجر منها الخير لكل المصريين.
٤- وأخيراً.. هناك «بشائر وأمارات» على أن الحكومة والرئيس «مضطرون» للتسهيل على المستثمرين.. وسنرى فى الأسابيع القادمة «انفراجة» فى الحصول على «التراخيص» وسهولة فى الموافقات والتصاريح.. وبمجرد إزاحة معظم «العراقيل»، سيسمع العرب والأجانب عن «حلول مشاكل المستثمرين المصريين»، وأن الدولة المصرية أخيراً أصبحت جادة.. وبما أن السوق المصرية فيها كل مقومات الإغراء من التنوع، والاتساع، والميزات والمميزات باعتبارها مازالت «بكراً».. ولدينا اتفاقيات تسمح بغزو الأسواق الخارجية بلا جمارك أو حصص أو قيود، مما يُتيح للمستثمرين كسب الملايين، لتدور العجلة وينهض اقتصادنا من جديد.
■ ونبدأ أول قفزة حقيقية للوصول إلى العالمية.. وهناك أمثلة أخرى وشواهد تجعلنى متفائلاً بالمستقبل.. سأنتظر قليلا للتأكد منها قبل الكتابة عنها!!
ملحوظة:
يجب أن نعرف أن ٢٠١٦ و٢٠١٧ ربما يكونان من أصعب وأعقد عامين (عجاف) تنتظرنا.. وعلينا أن نتحمل ونصبر كما سبق وصبرنا (فات الكتير مبقاش إلا القليل).. وعلى الدولة:
الإسراع بإصدار التراخيص لكل راغب فى الإنتاج، وحل أى مشكلة مع كل مستثمر مصرى بالحق والعدل.. ومُراقبة الهيئات الحكومية لمنع أى قرارات ضد سياسة الدولة فى تشجيع المنتجين المحليين.. فالأغبياء والمرتشون من كبار وصغار الموظفين منتشرون.. و«مافيا» الاستيراد المتوحشة مستعدة لرشوتهم بالملايين (واللى عايز يتأكد يراجع آخر قرارات هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة).. الوزارة اللى عايزة تأكل المصريين قمح بالأراجوات، وبط بـ NH٥ بضغوط من السفير الفرنسى ومن المستوردين!!
الخُلاصة:
١- الشعب (إحنا) نصبر.. نستحمل سنتين.. مفيش احتجاجات.. من غير تظاهرات أو وقفات.. وكل واحد فينا يبنى طوبة (بفلوسه، بمجهوده، بوقته) وهذا هو واجبنا نحو بلدنا!!
٢- وعلى الدولة.. (غير اللى طالبناها بيه) أن تخلق فورا «إدارة أزمات» بمجموعة من الخبراء المتخصصين المحترفين.. شغلتهم: إدارة أى أزمة ستحدث خلال الـ ٢٤ شهرا العجاف.. قبل أن نغرق مع كل مشكلة فى شبر ماء!!
وعلى مسؤوليتى الشخصية أقول:
إن عبرنا ٢٠١٦ و٢٠١٧ بسلام.. فمصر المحروسة ستبقى فى أمااان.. وسنرى بشائر الخير تهل، وثمار الصبر والمجهود والإخلاص تعم.. لنبدأ أول قفزة على طريق العالمية.. ونشوف أم الدنيا أد الدنيا فعلا وبحق وحقيقى!!
■ وأستأذنكم فى إجازة، واستراحة من هم الكتابة، أرجو ألا تطول.
باى باى.

No comments:

Post a Comment