Translate

Friday, August 4, 2017

خالد منتصر - قصر الثقافة أهم من مديرية الأمن - جريدة الوطن - 5/8/2017

معظم مسارح قصور الثقافة فى مصر محرومة من النشاط المسرحى والسينمائى بحجة افتقادها لشروط الأمان وإنذارات الحريق.. إلخ، لذلك بداية أطالب الهيئة الهندسية بالاهتمام والمبادرة لاستكمال اشتراطات الأمان فى تلك المسارح وترميمها إذا كانت تحتاج إلى ترميم، واستكمال نقص القاعات، وبناء قاعات رسم وموسيقى فى قصور الثقافة المفتقدة لتلك القاعات، وأنا واثق بأنه مع نهاية 2018 سنكون قد استكملنا ورممنا وأصلحنا كل القصور التى فى قصور الثقافة، وافتتحنا قلاعاً ثقافية وحصوناً إبداعية هى الخط الأول للدفاع عن مصر ضد الإرهاب، الدولة تصرف على مديريات الأمن بالملايين، وهذا بالطبع مطلوب، لكن المطلوب أيضاً الصرف على قصور الثقافة وبنفس الميزانيات والأرقام، نريد لتلك القصور أن تحتضن كتيبة المثقفين ليدخلوا الحرب وينضموا إلى صفوف المقاومة على أرض المعركة الحقيقية، مديرية الأمن خط مواجهة تكتيكى حالى، قصر الثقافة خط مواجهة استراتيجى مستقبلى، مديرية الأمن رصاصة فى القلب الذى ينبض بالكراهية الآن، قصر الثقافة حقنة إجهاض فى الرحم، الذى سينجب الفاشية غداً، مديرية الأمن تطارد المتطرف فى الكهف حيث يختبئ، قصر الثقافة يجذبه حيث يسكن، مديرية الأمن تضبطه وهو يحضر حزامه الناسف، قصر الثقافة يجهزه وهو يعزف بقوس كمانه، مديرية الأمن لا تستطيع أن تكبح جماح جنونه باللون الأحمر، قصر الثقافة يستطيع أن يزرع فيه حب اللون الأخضر، مديرية الأمن تأتى بعد مرحلة عزلة الإرهابى فى وكر الجيتو، قصر الثقافة يهيئه لكسر العزلة والتواصل مع جمهوره على المسرح، مديرية الأمن لا تستطيع القبض على الحور العين اللاتى يمرحن فى خيال الإرهابى، قصر الثقافة يستطيع بالسينما عقد قرانه على حور عين الشاشة، مديرية الأمن تفشل فى ضبط درجة حرارة هياج الإرهابى الجنسى، قصر الثقافة يروض تلك الغريزة ويتسامى بها فى دروب الإبداع والفن، مديرية الأمن تلهث خلف الإرهابى الذى يراهن على السماء ويسعى للموت، قصر الثقافة يرمى شباكه الحريرية عليه مراهناً على عشقه للأرض والحياة، مديرية الأمن تطارد من هو مشحون بالكآبة ومستقبل لها، قصر الثقافة يجتذب من هو مشحون بالبهجة ومستعد لها، مديرية الأمن محلول جلوكوز لمدة ساعة فى غرفة الطوارئ، قصر الثقافة حقن رفع مناعة لمدة سنين، مديرية الأمن تغلق الجرح وتوقف النزيف، قصر الثقافة يمنح التطعيم ويمنع الإيدز، مديرية الأمن ترصد لحظة رقص الإرهابى على جثة الضحية، قصر الثقافة يرصد لحظة بهجة الراقص على خشبة المسرح، مديرية الأمن تحارب بالرشاش والمسدس والقنبلة، قصر الثقافة يحارب بالريشة والجيتار والسنبلة، رمموا قصور الثقافة فى خطة التأمين الثقافى فى مواجهة الإرهاب، منابر الشر بمئات الآلاف، أما منابر الخير والفرح والبهجة التى اسمها قصور الثقافة فهى بالعشرات، حافظوا عليها فهى طوق النجاة الأخير لشباب لا يجد إلا غرف جحيم التطرف هى التى تفتح أبوابها وتستقبله بالأحضان.

No comments:

Post a Comment