Translate

Saturday, December 16, 2017

خالد منتصر - وزير الصحة يرفض تنفيذ طلب الرئيس - جريدة الوطن - 16/12/2017

لن تُحل مشاكلنا ما دام الوزير المسئول يغلّب الأنا المتضخمة والمصلحة الشخصية على المصلحة العامة، لن ينصلح حال مصر ما دامت النرجسية هى الشعار والمعيار، لن نتقدم خطوة واحدة إذا لم نعالج مرض تضخم غدة «التكويش» التى تصيب الوزير المصرى بمجرد جلوسه على كرسى الوزارة، قضية السكان تُعتبر، وبلا مبالغة، السرطان الذى يلتهم أى حلم تنمية وأى خطوة بناء، تلك القضية التى كرر رئيس الجمهورية النداء لاقتحامها وحلها وبُحّ صوته فى نداءات لوزير الصحة ولمؤسسة الأزهر ولأجهزة الإعلام ولا من مجيب، وفى النهاية اضطر الرئيس لتكليف د. مايسة شوقى لتولى ملف السكان كنائب لوزير الصحة والسكان بصفته الوزير المسئول المباشر عن التحكم فى هذا الملف الخطير من خلال الإجراءات الطبية وعلى رأسها موانع الحمل، لكن الوزير المحترم لم يعتبر أمر التكليف الرئاسى للدكتورة مايسة مساعدة أو معونة، بل سرعان ما ترجمه إلى أنها ستزحف إلى كرسى الوزير وتقلص اختصاصاته وتمنعه من التكويش!! ودخلنا فى لعبة الاستغماية، وتم تهميش د. مايسة شوقى تلك القامة العلمية التى يعرفها المتخصصون جيداً، تصاعد التهميش وتحول إلى اقتحام مكتب د. مايسة بشكل مهين بصفتها كانت مشرفة أيضاً على مجلس الأمومة والطفولة. باختصار، دخلنا فى ألعاب طفولية ونظام تطفيش و«سيب وانا اسيب»... إلى آخر تلك البهلوانيات الصغيرة التى لا تتفق أبداً مع مكانة وموقع وزير وعميد كلية سابق وأستاذ جراحة عظام شهير.
الوزير يفاخر دائماً بأنه مسنود، يختفى البنسلين أو الأنسولين، تنهار المستشفيات أو تنحدر الخدمات الصحية، هو باقٍ رغماً عن أنوف الجميع، و«أعلى ما فى خيلكم اركبوه». منذ يومين وصل الأمر إلى قمة الهزل حين أصدر الوزير بياناً رافضاً جهود د. مايسة شوقى ونجاحها فى إدراج جلسة القضية السكانية فى المؤتمر الدولى الثامن والعشرين للجمعية المصرية لأمراض الذكورة، وتأكيدها على ضرورة نشر الوعى المعرفى لدى الرجال أصحاب القرار فى تنظيم الأسرة للمرأة والرجل والصحة الإنجابية ومخاطبتهم بأسلوب علمى مبسط يضمن مشاركتهم الإيجابية، ذلك لأن أحدث تعداد سكانى أثبت أن «الرجال يمثلون ٥٢٪‏ من المجتمع وهم مستهدَفون بخطاب توعوى دينى واجتماعى». وهى ترى ضرورة إعداد رسالة توعوية جديدة تصل إلى الرجال بذات القوة التى تصل بها إلى السيدات تتضمن مفاهيم تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، ماذا فعل الوزير؟ نشطت غدة التكويش فصرخ: «أنا هنا»، وهى نفس صرخة فيلم «شىء من الخوف»: «أنا ستين عتريس فى بعض»! أصدر بياناً مخجلاً يهاجم فيه الجلسة والمؤتمر محاولاً بشتى الطرق إلغاء الجلسة التى أصر المنظمون على عقدها رغماً عنه، ماذا قال البيان؟ «بناء على تلقى وزارة الصحة والسكان استفسارات من بعض الإعلاميين والصحفيين بخصوص تنظيم جلسة غداً تحت عنوان دعم تفعيل دور الرجال فى المشكلة السكانية فى مصر، تؤكد الوزارة أن هذه الجلسة خارج إطار أنشطتها المقامة حول القضية السكانية، مشددة على أن أى قرارات أو توصيات تخرج من تلك الجلسة فهى تعبر عمن يطرحها فقط ولا تعبر عن رؤية الوزارة فى حل المشكلة السكانية، وتشدد على ضرورة تلقى المعلومات من الجهات الرسمية للدولة ممثلة فى وزارة الصحة والسكان لعدم حدوث بلبلة لدى الرأى العام». انتهى البيان الذى تناسى أن رئيسة الجلسة هى د. مايسة، نائبة الوزير، والمعينة بقرار جمهورى للإشراف على ملف السكان!! البيان مكتوب بلهجة محاضر ضبط المخدرات، وكأنهم ضبطوا د. مايسة بطربة حشيش وكيلو هيروين فى مكان المؤتمر!
يا معالى الوزير، سؤال بسيط وساذج: هل أنت مهموم فعلاً بمشكلة السكان كوزير أم أنت مهموم بمشكلة التسكين فى كرسى الوزير؟!

No comments:

Post a Comment