Translate

Saturday, April 1, 2017

خالد منتصر - متدين بطبعه أم متحرش بالفطرة؟ - جريدة الوطن - 1/4/2017

مشهد التحرش الجماعى الذى حدث من مئات الشباب فى أحد شوارع الزقازيق لافتراس فتاة خارجة من حفل زفاف، هو مشهد دراكيولى بشع، يدل على انحطاط أخلاق وغلظة وجدان وجلافة إحساس لا تستوعبها الكلمات ولا تصفها العبارات، المشهد هزّنى واستفزنى وأبكانى على حال هذا الوطن الذى كان منبع الضمير ومعلم الأخلاق ومهد الحضارة، تجريف ثقافى طوال عشرات السنين أفرز لنا شعباً آخر وشباباً مختلفاً وعشوائية مسيطرة ولا أخلاقية مكتسحة وانعدام ضمير وجفاف شرف لها الكلمة الأولى والأخيرة فى سلوكيات الناس فى الشارع ونظرتهم إلى المرأة بالذات، جوع وكبت وتبلد وجدانى، قسوة وشراسة وتلذّذ بهذه القسوة وتلك الشراسة، ما أزعجنى أكثر من المشهد وقتل كل بذرة أمل فى الإصلاح المنشود على الأقل خلال العشرين سنة المقبلة ردود الفعل والتعليقات التى تقيس نبض الشارع السرى، لا مانشيتات الصحف العلنية، العبارة التى تتكرّر كالأسطوانة المشروخة «ما تشوف الأول البنت كانت لابسة إيه؟!»، أو «الشباب تعبان ومعذور، محروم م اللحمة البيضا»، أو «يعمل إيه الراجل اللى مش عارف يتجوز ولا يكون نفسه»، أو «ما هو لو لها أب يربيها ويُشكمها ماكانش خلّاها تنزل بالطريقة دى!!».. إلى آخر تلك الكليشيهات الذكورية العبيطة المتخلفة التى تجعل من هؤلاء الذكور كائنات فى مرتبة أقل من الحيوانات، فتلك الحيوانات لا تعرف الاغتصاب ولا التحرش، ما زال الرجل الصياد إنسان الكهف يعيش داخل هؤلاء الصبية المتحرّشين الذين لم تُربِّهم أسرة، ولم تعلمهم مدرسة، ولم يُثقفهم إعلام، ولم يُهذبهم مجتمع، ولم يرتقِ بمشاعرهم ووجدانهم فن، أحياناً أتساءل: لماذا لا يُصرح الدعاة الذين يهينون المرأة وهم يشتهونها ومعهم أتباعهم ممن يتعاملون مع المرأة كدمية من المطاط ينفخونها لكى تستقبل إفرازاتهم اللزجة وإحباطاتهم المزمنة وشهواتهم البهيمية فقط، لماذا لا يُصرحون بأنهم لا يريدون من المرأة إلا ما هو تحت الحزام وأسفل الخاصرة؟!، وأن أقصى أمنياتهم كانت أن يهبط عليهم من السماء خط إنتاج من تلك الدمى المطاطية، لكى ينكحوها ويُرحموا من رقابة المرأة المزمنة وخوفهم من جلبها للعار ولهاثهم على سترها بالزواج قبل أن تحل عليهم لعنتها وتفضحهم بأنوثتها!!، أما اللحم الأبيض المتوسط الحقيقى فهو مخزون لهم على شكل حوريات فى الفردوس!!، هل ثرموستات الحرارة الجنسية عند هؤلاء الشباب «بايظ» طوال اليوم؟، هل هم فى حالة «priapism» انتصاب مزمن الـ24 ساعة؟، لو كان الأمر هكذا إذاً هم يحتاجون إلى علاج أو عزل أو سجن أو أى شىء، عدا أن يُطلقوا فى الشوارع مثل الهوام الشاردة أو الضباع الجائعة!، أما هرتلات من نوعية كانت لابسة قصير وكتفها باين، أو كانت بتمشى بإغراء.. إلى آخر تلك المبررات الإجرامية المتخلفة التى مثل من يُبرر القتل بوجود سكين لامع النصل جذاب المنظر كان ينادينى أن اقتل واطعن المقتول بسنى المدبب الجميل الناعم!، وانت مالك بالزى والملابس؟، هل تم تعيينك بأمر إلهى لرقابة البشر والوصاية عليهم، أو بالأخص عليهن؟، وأين التوكيل سيدى المطوع الذى تنفك أوصاله وتنهار جوارحه وتستفز هرموناته وتنزل سوائله بمجرد رؤية جيبة أو جونلة أو ركبة؟!، أما سفالة من يستفزك بأنك مش راجل لو لم تنجذب كالنعجة وتُثار كالحمار عند رؤية البنت الجميلة الرشيقة الفاتنة، فلترد عليه قائلاً بأن تلك ليست رجولة أو مرجلة، بل هى خرفنة (من الخروف)، وإنها مهانة لك قبل أن تكون مهانة للمرأة، أن تكون عبداً ذليلاً منسحقاً تحت أقدام غريزتك بهذا الشكل، وإلا فلتستجب لكل غرائزك كالخروف، ولتتبرّز فى منتصف الشارع أو تتبول فى المدرج أثناء المحاضرة!!، وإن لم تفعل ذلك فأنت لست رجلاً بشارب يُشار إليك بالبنان من فرط فحولتك، إنها ليست فحولة، وإنما خيبة ووكسة وفضيحة.

No comments:

Post a Comment