Translate

Tuesday, April 4, 2017

خالد منتصر - هل من حقنا نعرف بتعملوا إيه؟ - جريدة الوطن - 4/4/2017

فى أهم شوارع الإسماعيلية يجرى الآن الحفر والدق وتجريف الرمال ووضع الزلط والرمل والخرسانة ومد الأخشاب وتصفيفها ومسمرتها.. إلخ، من المؤكد أن هذا مشروع عظيم ومهم ومفيد للمحافظة وأهلها، لكن المشكلة أن أهلها الذين استيقظوا على هذا الدق والحفر لا يعرفون ما هو المشروع ولا يدركون ما يحدث!!، والمصيبة أن أحداً لا يجيبهم، مصارين تلك المحافظة الجميلة مفتوحة ع البحرى، ممتاز وعظيم ويشكرون عليه لكن هل ليس من حقنا أن نعرف لماذا فتحت هذه المصارين ومتى ستغلق جراحياً؟، أجمل حدائق الإسماعيلية «جناين الملاحة» فوجئ مواطنو الإسماعيلية بالرمل الأصفر يزحف على النجيل الأخضر، ممكن نستحمل ونقتنع بس حد يقول لنا إيه اللى بيحصل وليه؟!، حاولت سؤال أحد مسئولى الحفر، كانت الإجابة: ما اعرفش، حاولت سؤال مهندسين فى هيئة قناة السويس وأصدقاء من رجال الأعمال، كان الرد: بيقولوا شوية كبارى وطريق، طيب كام كوبرى؟، والطريق منين لمنين؟!، ماعندناش معلومات!!، على عينى وراسى المشاريع العملاقة لكن مش تشركونا معاكم إن شالله بالمعرفة!!، مش تقولوا لنا بتعملوا إيه؟، لسبب بسيط وهو أنكم لا تعملون ولا تنفذون مشاريعكم فى صحراء جرداء، أنتم تنفذون وسط مناطق سكنية وتؤثرون على حركة مواصلات وأكل عيش بائعين.. إلخ، هل ليس من حقهم المشروع معرفة تلك المشاريع، مجرد المعرفة، عرفت بعد جهد جهيد وكأننى أبحث عن إبرة فى كومة قش أنها عدة كبارى ستربط ما بين ناحية شارع محمد على، الشريان الرئيسى الذى يستقبل زوار الإسماعيلية، وبين الجهة الأخرى المطلة على الحدائق ومبنى الإرشاد، وطريق آخر سيسهل وصول المقبل من بورسعيد والذاهب إلى السويس، كل ما سبق رائع، لكن أليس هناك اختراع اسمه ماكيت أو بانر أو أوت دور يوضع فى أهم منطقة مطلة على المشروع يشرح لنا ويرسم ما يحدث ويخبرنا بالخطة الزمنية للانتهاء من المشروع مثلما كان يحدث فى العد التنازلى للسد العالى؟، المسألة ليست مجرد بقر بطن شارع أو دق خوازيق فى ترعة أو سفلتة طريق.. إلخ، لكن المسألة فيها بُعد نفسى مهم، وهو إحساسى كمواطن أنك تحترمنى، وتُشركنى، وتهتم بى كبنى آدم، إن هذه المشاريع ليست نيازك كونية قدرية تهبط علينا من السماء، ولكنها ضمن خطط وتصورات وصناعة مستقبل، الحجر مهم لكن البشر أهم، الطرق عظيمة ولكن الإنسان الذى سيستخدم الطريق أعظم، الكوبرى رائع ولكن من سيعبر عليه يستحق أن يكون أروع بمزيد من اهتمامكم وتقديركم له، نحن لسنا مجرد أرقام مصفوفة، نحن مواطنون لا بد أن نشعر أننا فى البال والخاطر، نحن طرف معادلة أساسى، لا تخرجونا من المعادلة لأننا لو خرجنا ستصبح المعادلة عبثاً، أشركونا ستجدونا جنوداً فى كتيبة التقدم، لكن الإهمال والطناش وعبارات «همّ لازم يعرفوا ليه؟ وبكره لما يشوفوا المشروع يعرفوا».. إلى آخر تلك العبارات التى لها دلالة مزعجة على طريقة التفكير العامة فى مجالات أخرى، وأيضاً هى مؤشر على وزن المواطن فى حسابات الدولة، الديمقراطية ليست صندوق انتخاب، ولكنها قبل ذلك مواطن من لحم ودم وأعصاب يريد أن يحس أنه يعيش فى مجتمع لا فى صوبة!.

No comments:

Post a Comment