حضرت مؤتمراً للأدوية البيولوجية لعلاج الصدفية والروماتويد والتى تمثل ثورة فى عالم علاج تلك الأمراض الشرسة، وقيلت أرقام عن تكلفة ما يقرب من خمسين ألف جنيه شهرياً!! وقبلها حضرت مؤتمراً عن دواء جديد للـ«إم إس» أو التصلب المتعدد تكلفته 65 ألف دولار سنوياً!! وكل يوم نسمع ونقرأ عن طائفة أدوية جديدة لعلاج أمراض كبد وسرطانات وأمراض مناعة... إلخ مصنّعة بتقنيات الهندسة الوراثية أسعارها عشرات وأحياناً مئات الآلاف، السؤال: ماذا سنفعل؟؟ هل لدينا استعداد وخطة للتأقلم مع هذا الوضع أو مواجهته؟ الأدوية الجديدة باهظة الثمن ولكنها فعلاً ثورة، أدوية تهاجم باثولوجى المرض وخلله مواجهة مباشرة، إذن نحن على أبواب عصر جديد ملخصه اللى مامعاهوش يموت، والمجتمعات الفقيرة اللى زى حالاتنا اللى نايمة أو عاملة نفسها نايمة سيجرفها الطوفان وستنقرض إذا لم تستيقظ وتواجه وتحل معضلة تخلفها. الشركات معذورة فالأبحاث تتكلف المليارات، والدول تقول: مواطنونا أولى وأهم، إحنا مالنا ومال دول متصالحة مع تخلفها بل مستمتعة به؟!
هناك بلاد مثل الهند ناطحت أمريكا وأوروبا وقالت اخبطوا دماغكم فى الحيط، إحنا هنصنّع الدوا بتاعكم فى بلدنا، يظهر الدواء فى أمريكا وبعدها بشهر تُخرج الهند لسانها وتطبع على اسم الدوا الأمريكانى ورقة راج كومار وأميتاب باتشان!! لكن الهند فكرت وعلمت ولادها صح وصارت عندها قاعدة علمية وزاحمت العالم المتقدم كتفاً بكتف، لكن احنا فين؟؟ هل كُتب علينا أن تهبط علينا تلك الأدوية خرافية الثمن كالنيازك والشهب والقضاء والقدر!! هناك جزء تكتيكى سريع لا بد أن يحدث وبسرعة، فلنتعلم من تجربة مفاوضات السوفالدى الناجحة التى أجراها أطباء مصريون وطنيون جعلوا ثمنه يهبط بنسبة ٩٠٪ فليتفاوض أطباء الجلدية والأعصاب والروماتزم... إلخ، فليكوّنوا لوبى ضغط وجماعة ضغط على الشركات والدول حتى تصبح الأسعار مناسبة، أما الحل الاستراتيجى فلنأخذ تجربة الهند فى عالم الدواء والصيدلة «كوبى وبيست» ولنا فى الهند أسوة حسنة!! نحن مقبلون على كارثة فى عالم الدواء، كل الأدوية التقليدية التى تراها على رفوف الصيدليات الآن، كلها خمس أو عشر سنوات وتخرج إلى المعاش وتحتل الأدوية البيولوجية الجديدة تلك الرفوف وتختفى أمراض بعينها من على الخريطة ومعها ستنقرض شعوب ارتضت أن تعيش فى الظل، تستهلك ولا تنتج، تتسول ولا تبدع.
No comments:
Post a Comment