Translate

Wednesday, April 5, 2017

سحر الجعارة - مارس حقك الشرعى فى التحرش - جريدة الوطن - 5/4/2017

(مبالغة المرأة فى تبرجها إلحاح منها فى عرض نفسها على الرجل).. هذا رأى الشيخ «محمد متولى الشعراوى»، وليس رأى أحد مشايخ السلفية، وهو موثق فى فيديو موجود على «يوتيوب».. ويوضح فيه «الشعراوى» مواصفات ما يراه «اللباس الشرعى» قائلاً: «هناك جسم مكشوف وجسم يوصف وجسم يلتفت إليه، وقد يكون اللباس غير كاشف إلا أنه ضيق ومحزق ومحبوك حبكة عليها مبين الخصر ومبين الصدر ومبين اللى مش عارف إيه».. ويكمل: «هو غير كاشف إلا أنه واصف، والواصف عادة يبقى 3 حتت الصدر والخصر والأرداف».
طيب، لماذا تثار أزمات فى مصر وأوروبا بسبب حق المسلمة فى ارتداء «البوركينى» أو ما يسمى «زى البحر الإسلامى»؟ خصوصاً أن هناك فتوى للشيخ الوهابى «على الربيعى» بأن على المرأة ألا تنزل البحر لأن البحر «مذكر»، وقد يصيب أماكن الحشمة لدى النساء.. وبذلك تكون زانية.. آه والله.
تثار لتعطى «المتحرش» الرخصة الشرعية لنهش أجساد النساء، وهى رخصة يحتاجها «مشايخ التستوستيرون» أنفسهم، أكثر مما يطلبها الشباب المصاب بالسعار الجنسى، ويكفى أن تتابع انفعالات أى واحد من هؤلاء المشايخ على شاشة التليفزيون، وأمامه «امرأة».. فقط امرأة لا يشترط أن تكون جميلة أو مغرية، لتثير شهوات الشيخ الذى يغرق فى خيالات مريضة، ثم يهاجمها بعنف لأنها تحرض عليه أمراضه المزمنة، وترفع حالة «الكبت الجنسى» إلى درجة الغليان، وتذكره بعجزه عن امتلاكها فى الدنيا والملل من الصبر حتى يفوز بـ«الحور العين»!.
منذ حديث «الشعراوى» عن «عرض المرأة لنفسها» حتى الآن مرَّ المجتمع بتحولات كثيرة كرست للفكر الوهابى، المعادى -بطبيعته- للنساء، واختلط القهر السياسى بالمعتقد الدينى، وظهر بيننا من يدعى «المشيخة» ويطلق لحيته، ويستفز المجتمع بأسره بألفاظ سوقية، تجلد الضحية، وتأكل لحمها وسمعتها، وآخرهم كان له «ظهور خاص» بعد المذبحة البشرية التى تعرضت لها «فتاة الشرقية». أتحدث عن الداعية السلفى «سامح عبدالحميد»، الذى نصب نفسه قاضياً وجلاداً، وأخذ يجلد الضيوف والمشاهدين لبرنامج «العاشرة مساء»، وكأنه يعانى «حساسية من النساء».
ولا أدرى كيف وأين يكتشف الكاتب «وائل الإبراشى» تلك اللحى، التى تتحف المجتمع بمزيد من التخلف والتطرف والحقد والكراهية، وتصب البنزين على حلقة النار التى تحاصرنا بالتطرف والإرهاب والفتنة الطائفية؟.
تعجبت حين قال «السلفى» إن ارتداء «الفيزون» يسبب التحرش، أول ما تبادر لذهنى أن الشيخ لا بد أن يكون زاهداً تقياً، ويقصد ثعلب الماء mink الذى تصنع منه «البلاطى الفرو»، لكنه أكثر معرفة بمثيرات الغرائز العمياء، وكان يقصد «البنطلون الاسترتش» الضيق!.
اتفرج يا عم «سامح» على الفيزون وانبسط، اشمت فى «فتاة الشرقية» التى خرجت بدون طرحة.. اِلعنها على مسبحة ملوثة بالعار.. حرِّض المجتمع على هتك الأعراض والاغتصاب ورمى الشرف والفضيلة والنخوة فى النيل.. بادعاء أنك تنشر «الحجاب» الذى تعتبرونه مجرد «زى سياسى» لاستعراض قوتكم فى الشارع.. دون أدنى إحساس بالوزر وأنتم ترهبون أخواتنا المسيحيات اللاتى لن يرتدين الطرحة قطعاً.
أنت لا تسمع فى خطابه آية من القرآن أو حديثاً شريفاً، وكأنه فى وصلة ردح للمشاهدين، (أنا لا أستخدم لقب شيخ لأن فى الدين إما عالم أو جاهل)، فيقول «السلفى» عن ضحية الشرقية: «الفتاة ارتدت الخلاعة.. كان لازم تلم نفسها وتستر نفسها، لذلك يجب ألا نعتبرها المجنى عليها، بل هى مجرمة».. رغم أن ما يفعله «السلفى» نفسه هو «جريمة» تهدد السلم الاجتماعى وتنشر الفوضى وتنسف الاستقرار.
«السلفى» لم يحدّث الشباب عن «غض البصر».. رغم أنه أمر مفروض بنص قرآنى صريح ورد فى سورة «النور»: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ). للمرة الثانية أجدنى مضطرة للترويج -مثله- لـ«فتوى وهابية» أطلقها «سعود بن عبدالله الفنيسان»، الذى دعا إلى تطبيق «الإخصاء الكيميائى» كوسيلة ردع للمتحرش.. وأيده بعض علماء الأزهر.. (بإعطاء أدوية معينة لتقليل فرز هرمون «التستوستيرون»).. للقضاء على ثقافة استحلال النساء. فإذا كان بعض السلفيين يعانى من أعراض التحرش يجب أن تطبق عليه نفس العقوبة، ولا يترك لغسل أدمغة الشباب وإعطائهم رخصة شرعية للتحرش.. ولا أن يأخذ مساحة تليفزيونية لسب نساء أشرف بكثير من لحى معطرة بالريالات.

No comments:

Post a Comment