Translate

Tuesday, April 11, 2017

بلاغ إلى الرقابة الإدارية بقلم د. صلاح الغزالى حرب ١١/ ٤/ ٢٠١٧ - المصرى اليوم

من غير المعقول ولا المقبول أن يتم الإعلان عن زيارة وزير الصحة لمصنع لإنتاج الألبان لم يسمع عنه من قبل، كما قال المتحدث الرسمى للوزارة! ثم يعلن بكل بساطة أنه قد اتفق معه على الوفاء باحتياجات السوق المصرية فى الفترة القادمة!
إننى وبكل وضوح أعتبر هذا التصريح إهانة لعقول المصريين، كما أنه من ناحية أخرى دليل على إهمال جسيم فى أداء الوزارة يستوجب المحاسبة. وقد تابعت باهتمام بالغ كل ما كتب فى هذا الموضوع وخاصة ما ذكره الصحفى الكبير والكاتب المتميز الأستاذ/ حمدى رزق، وكذلك الشاعر والأديب القدير الأستاذ فاروق جويدة.. لذلك وجدت لزاماً على أن أتوجه مباشرة إلى السيد اللواء محمد عرفان، رئيس جهاز الرقابة الإدارية، بطلب تقصى الحقيقة فى هذا الأمر الخطير والتی يمكننى أن ألخصها فى الأسئلة الآتية:
أولاً: شركة لاكتو مصر تأسست عام ٢٠٠٠، وبدأت الإنتاج فى سبتمبر ٢٠٠٢، ثم توقف الإنتاج من ٢٠٠٥ إلى ٢٠٠٧ بدون الاشتراطات الفنية ثم صدر قرار من مجلس الدولة عام ٢٠٠٩ برفض تداول واستخدام الألبان المنتجة من هذه الشركة، وقام نقيب الأطباء الأسبق د. حمدى السيد باستدعاء وزير الصحة الأسبق د. حاتم الجبلى إلى مجلس الشعب، وتم الاتفاق على أن هذا المصنع «وصمة عار» فى جبين قطاع الصحة فى مصر.
والسؤال هنا: هل توقف الإنتاج بالفعل؟ فإذا لم يتوقف فمن المسؤول؟ وإذا كان قد أصلح العيوب وعاود الإنتاج، فلماذا لم يطرح إنتاجه فى السوق المصرية التى هى بالتأكيد أصبح لها الأولوية على الأسواق الأجنبية؟
ثانياً: شركة أكديما شركة عربية، نشأت بقرار من مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وهى شركة للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية بتاريخ ٦/٣/١٩٧٦، برأس مال ٩٠ مليون دينار كويتى، وهى تملك ٢٪ من أسهم شركة لاكتو مصر.. وكان يرأس الشركة فى السابق الزميل العزيز د. محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، وصدر فى يناير ٢٠١٧ قرار من مجلس الوزراء بإعادة تشكيل اللجنة المؤقتة لإدارة الشركة برئاسة د. ألفت غراب، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية، والتى رافقت وزير الصحة المصرى فى زيارته «المفاجئة» لشركة لاكتو مصر، والتى صرحت بأن الشركة سوف ترفع من رأس مالها فى هذا المصنع كونها يستطيع تغطية احتياج مصر بالكامل من لبن الأطفال.
والسؤال هنا: ما طبيعة العلاقة بين شركة أكديما وشركة لاكتو مصر؟! وماذا فعلت أكديما أثناء أزمة الألبان الأخيرة؟ وهل كما يشاع هناك احتمال بالاستيلاء الكامل على لاكتو مصر؟ ومن يا ترى المرشح القادم لرئاسة أكديما؟!
ثالثا: ما سر امتناع د. محمد عوض تاج الدين، ود. حاتم الجبلى عن الحديث إبان الأزمة الأخيرة وكذلك عن إعلان «اكتشاف» وجود مصنع لاكتو مصر فى الأيام الأخيرة، لتحديد الحقيقة؟!
رابعاً: ما موقف القوات المسلحة التى نزعت فتيل الخطر عند حدوث الأزمة وأعلنت عن نيتها إنشاء مصنع لألبان الأطفال يكفى الاحتياجات، خاصة أن اتفاقاً قد أعلن أخيراً بين وزارة الصحة، ووزارة الإنتاج الحربى وشركة لاكتو مصر لتلبية الاحتياجات؟!
ويبقى السؤال الأخير:
من المسؤول عن أزمة الألبان الأخيرة؟ وقبلها أزمة المحاليل؟ وإذا كان هناك من يتكسب الملايين وحجبها عن المصريين، والطفل المصرى حائر بين الدنياصورات
فمن يتحمل المسؤولية؟
أعلم يقيناً أن الفساد أصبح يمثل سرطاناً فى جسد المجتمع المصرى وأن التخلص منه سوف يأخذ وقتاً وجهداً طويلاً.. ولكن القدر أتاح لنا رئيساً وطنياً أعلن، منذ اليوم الأول، نيته للتخلص من هذا الفساد، ومن هنا تأتى مسؤوليتنا جميعاً - كل فى موقعه - للمشاركة فى القضاء على هذا السرطان قبل أن ينهش جسد المواطن.

No comments:

Post a Comment