Translate

Saturday, January 14, 2017

د. عماد جاد - آفاق العلاقات مع إدارة «ترامب» (٢) - جريدة الوطن - 14/1/2017

فى كلماتهم أمام مجلس الشيوخ، أعرب العديد من المرشحين لمناصب رئيسية فى إدارة الرئيس الجديد، دونالد ترامب، عن موقف مشترك يحدد مصدر الخطر الرئيسى الذى يواجه الولايات المتحدة فى التنظيمات الأصولية المتشددة، وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش» وتنظيم القاعدة، والجديد هنا ضم جماعة الإخوان المسلمين إلى هذه التنظيمات، وهو ما ورد على لسان أكثر من مرشح لمناصب رئيسية فى الإدارة الأمريكية الجديدة، وهناك من أكد أن الهدف التالى للحرب على الإرهاب، بعد القضاء على «داعش»، هو جماعة الإخوان، وبالتالى فهى المرة الأولى التى تأتى فيها إدارة أمريكية وتعلن بوضوح أن جماعة الإخوان تنظيم إرهابى، ويأتى ذلك فى وقت كانت الجماعة قد تغلغلت فى إدارة «أوباما»، وسكنت الكثير من المؤسسات، بل واخترقت البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، فلم يحدث من قبل أن تغلغلت جماعة الإخوان فى قلب مؤسسات الدولة الأمريكية مثلما حدث فى سنوات «أوباما» الثمانى، كما أن الجماعة حصلت خلال فترتى حكم «أوباما» على الحرية الكاملة للعمل على الأراضى الأمريكية لدرجة أن كوادر الجماعة كانت تسجد لله شكراً بمجرد الوصول إلى الأراضى الأمريكية، وكانت تقبّل تراب الولايات المتحدة، وهى الكوادر التى تربت على أفكار سيد قطب، التى ترى فى الوطن مجرد «حفنة من التراب العفن». أيضاً كانت الجماعة تمنّى نفسها بسنوات جديدة من التغلغل فى قلب مؤسسات الدولة الأمريكية فى حال فوز المرشحة الديمقراطية، هيلارى كلينتون، التى كانت سترشح الإخوانية هوما عابدين لمنصب وزير الخارجية، ومن ثم كان التقدير أن عصر الإخوان الذهبى سيبدأ مع دخول «كلينتون» البيت الأبيض، لذلك حشدت السعودية (الملك سلمان ونجله ولى ولى العهد) قدراتها خلف «كلينتون»، كما موّلت قطر شقاً مهماً من حملة المرشحة الديمقراطية، وكانت الصدمة شديدة والخيبة مضاعفة للجماعة وأنصارها لفوز المرشح الجمهورى، دونالد ترامب، بالمنصب، فالرجل يعتبر جماعة الإخوان هى التنظيم الأم لكافة الجماعات الإرهابية، وأن هزيمة هذه الجماعة ستعنى هزيمة قوى الشر التى سيطرت على الشرق الأوسط بعد ٢٠١١، إضافة إلى انتشار عنفها وإرهابها فى مختلف أنحاء العالم.
حرص الرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترامب، على ترشيح شخصيات تشاطره الرؤية والفكر تجاه جماعة الإخوان، فقد كرر أكثر من مرشح من رجال إدارة «ترامب» أمام مجلس الشيوخ أنهم يعتبرون الجماعة هى أم كافة التنظيمات الإرهابية، وأنهم سوف يتفرغون لمواجهة الجماعة بعد القضاء على تنظيم الدولة، فالجماعة والقاعدة هما الهدف التالى للقضاء على «داعش»، كما تعهد المرشح لوزارة العدل بالعمل على إصدار تشريع يصنّف الجماعة كجماعة إرهابية، ومن ثم تبدأ إجراءات مصادرة أموالها وحظر نشاطها على الأراضى الأمريكية، وبعد ذلك يطلب من الحلفاء فى أوروبا وآسيا وأفريقيا المشاركة فى الموجة الجديدة من الحرب الأمريكية على الإرهاب، ممثلة فى التنظيم العالمى لجماعة الإخوان المسلمين، التى سوف تشهد بالقطع مواجهة مع دول داعمة للجماعة، على رأسها تركيا «أردوغان» وقطر «تميم»، وهى مواجهة ستترتب عليها نتائج مهمة على صعيد مستقبل «أردوغان» السياسى وعلاقة تركيا بالولايات المتحدة وبحلف شمال الأطلنطى، كما أن تغيرات كبرى تنتظر منطقة الخليج العربى، والفرصة النموذجية ستتاح لمصر، فهل استعدت القاهرة لذلك؟
وللحديث بقية.

No comments:

Post a Comment