Translate

Friday, November 11, 2016

خالد منتصر - الجهادية الدموية صناعة دعوية - جريدة الوطن - 12/11/2016

ما زلنا مع الدروس المستفادة من القراءة التحليلية لما وراء سطور قصص قادة الإرهاب فى كتاب «أمراء الدم» للباحث ماهر فرغلى، الكتاب ليس جلسة نميمة، لم يكتبه الكاتب لشِلل السمر، وإنما كتبه لمراكز البحث، وأيضاً لصُنّاع القرار، كتبه لكى نفهم كيف تشكّلت تلك الظاهرة التكفيرية الإرهابية، ومن ثم كيف نُجفّف منابعها؟، فى قضية أمراء الدم ابحث عن الداعية، الذى شكّل وبرمج وقام بحشو المخ وتلغيم الروح وتزييف الوعى وتخدير العقل، إذا كنت تريد منبع القتل والدم والتكفير عند أيمن الظواهرى، فلتبحث عن اسم الشيخ خليل هراس، أستاذ العقيدة، الذى كان يعطى دروساً دينية فى مسجد «قولة» بعابدين، الذى كان يذهب إليه «الظواهرى»، طالب الثانوية العامة من المعادى، ومعه نبيل البرعى وإسماعيل طنطاوى، وهما أيضاً من أمراء الدم، وهناك رفاعى سرور، شيخ الجماعات الجهادية، وسيد قطب العصر الذى تربّى فى جماعة أنصار السنة، ثم تمرد عليها فى ما بعد، وشكرى مصطفى الذى شرب أفكاره التكفيرية من مسجد الجمعية الشرعية بأسيوط، أما القاتل الإرهابى عادل حبارة الذى تنتظر مصر إعدامه بلا جدوى منذ أكثر من ثلاث سنوات، فباعترافه هو نفسه تأثر بالداعية محمد حسان الذى كان يسافر إلى المنصورة حتى يستمع إلى دروسه!، وهناك محمد على عفيفى، أخطر اسم فى تنظيم بيت المقدس، الذى قام بتشكيل كل مجموعاته المسلحة العنقودية، والذى أعدم فى قضية خلية عرب شركس، هذا الدموى الخطير الذى شكل عقله وفكره، وكان يحضر دروسه بانتظام الشيخ الحوينى!!، الكتاب ملىء بالقصص المشابهة والسيناريوهات المتطابقة مع ما سبق، السيناريو نفسه، شاب مراهق يجلس عند قدمى شيخ سلفى وهابى، يمسح ويُفرمت دماغه، يبدأ فى تقويرها وحشوها بكل ما هو ردىء وماضوى وظلامى وكاره للآخر وللحياة، وبالطبع هذا الشاب يجلس ضمن جماعة فاغرة أفواهها تهتف بعد كل جملة الله.. تكبير، إعجاباً وانشكاحاً بحديث هذا الشيخ عن القتل والدم والذبح ونفى الآخر من المجتمع وتحقير معنى الوطن وتأكيد دونية المرأة ونجاستها ونقصان عقلها، ينتشى الشاب ويخرج بعد الدرس منتفخاً مزهواً بأنه الفاهم الوحيد على أرض هذا الكوكب، يُصبح منوَماً مغناطيسياً بتأثير هذا الشيخ، مستعداً للانتحار فى سبيل تطبيق تهويماته، مزوّداً بوقود الغريزة التى ستُطفئ نارها اثنتان وسبعون حورية مكتنزة اللحم تظهر أوردة أفخاذها العاجية من نصاعة شفافيتها، وكل حورية لها اثنتان وسبعون وصيفة، ومدة اللقاء الجنسى سبعون سنة!! احسب أنت بـ«الكالكوليتر» كمّ المتعة والنشوة والأورجازمات الجهادية!!، بالطبع لا تنتبه الدولة إلى أن كثيراً من تلك الزوايا السلفية المنتشرة فى قرى مصر بعشرات الآلاف قد صارت أوكار إرهاب داعشية، كل من لديه بضعة قراريط يتبرّع بها لبناء معهد أزهرى أو كُتّاب تحفيظ فى ثانية ويرفض تماماً تحويلها إلى مدرسة أو مستشفى أو مركز تعليم فنون، ولو ظللت تقنعه قروناً، الدولة ما زالت تعيش بمنطق الفنانة سهير البارونى وهى تُغنى أغنيتها الشهيرة «وانا عاملة نفسى نايمة»، إلى أن تسقط عليها النجفة وتفشفش دماغها!!.

No comments:

Post a Comment