Translate

Saturday, November 19, 2016

خالد منتصر - خطيئة الإفراج عن قتلة الخازندار - تلويث وجه الوطن - 19/11/2016

أجرت جريدة الأهرام حواراً ذكياً ثرياً بالمعلومات والتفاصيل والمفاجآت مع السفير حسين الخازندار، ابن شهيد القضاء المستشار أحمد الخازندار، الذى اغتيل برصاصات الغدر من عصابة الإخوان سنة 1948، أحسنت «الأهرام» اختيار توقيت نشر الحوار، حيث تتعالى بعض الأصوات مطالبة بالإفراج عن الإخوان تحت شعار عفا الله عما سلف وأنهم قد تعلموا الدرس ومش حيعملوا كده تانى، وكأنهم أطفال تطلب منهم الأبلة شرب اللبن وغسيل الأسنان فيسمعون النصيحة ويتوبون عما اقترفوا من جرائم فى حق وطنهم ومجتمعهم، استغل هؤلاء قرارات الإفراج الرئاسية للضغط على أعضاء اللجنة التى شُكلت بعد مؤتمر الشباب ومحاولة التشهير ببعضهم أمام الرأى العام وإظهارهم بمظهر قساة القلب الذين لديهم خيار وفاقوس فى الأسماء المفرج عنها، وبالطبع استخدموا أسلوب الإخوان اللزج الكذوب الذى يقلب الحقائق بسرعة الصاروخ فى إيهام الناس بأن اللجنة تفرج عمن هاجم الدين والصحابة والبخارى وتترك بتوع ربنا اللى هما الإخوان طبعاً فى غياهب السجون وظلام الزنازين!! يقولون هذا الهراء ويكذبون بتلك البجاحة وهم يعرفون جيداً أن من يكفرونه كان ينقذ الإسلام من براثنهم وأنهم لا هم بتوع ربنا ولا حاجة وإنما هم بتوع عصابتهم وجماعتهم ومن يمولهم فقط، فجر الخازندار الابن مفاجأة كانت قد طوتها أو تناستها عن عمد صفحات التاريخ، وهى أن الثورة فى سبتمبر 1952 أى بعد شهرين فقط من قيامها أفرجت عن قتلة الخازندار استجابة لضغوط الإخوان ومجاملة ومغازلة لهم، ألا يكفى أن القتلة لم يتم إعدامهم استجابة لحيلة محامى الإخوان الذى أنقذ القاتل بحجة المرض النفسى، هذه الجريمة البشعة التى سال فيها دم مستشار على رصيف محطة قطار حلوان وهو يتجه إلى عمله عقاباً له على أنه تجرأ وتجاسر وحكم على إخوانى، لأول مرة فى تاريخ مصر يغتال رجل قضاء عقاباً على تأدية عمله، لم يكتف الإخوان بقتل الخازندار جسدياً بل ظلوا كعادتهم يغتالونه معنوياً فى مذكرات وخطب قادتهم، برروا القتل بأنه قد وصف الإنجليز بأنهم حلفاء بينما لم يكن هذا وصفه بل وصف المعاهدة التى وقعتها مصر وبريطانيا، ادعوا أنه حكم على سفاح كرموز حكماً مخففاً بينما حكم عليهم حكماً قاسياً غليظاً وكأنهم يريدون من كل قاض أن يعرض عليهم حيثيات حكمه ويستشير سيادتهم ومعاليهم قبل النطق بالحكم، للأسف وهذا هو الدرس الذى يجب أن يستفيده النظام وتتعلمه الدولة الآن، للأسف غازلت الثورة هذه العصابة فى البداية من خلال نظرة مصلحة وقتية وليس من خلال نظرة تاريخية ومصلحة عامة وتحليل مستقبلى، حلت جميع الأحزاب إلا الإخوان، دللت سيد قطب وكرمته فأصبح فيلسوفها فى البدايات وحامل صك مصطلحاتها، عينت وزيراً منهم.. إلخ، وفى النهاية تأتى هذه المفاجأة الصادمة، الإفراج عن قتلة الخازندار والتعامل مع قضية جنائية واضحة على أنها قضية سياسية، ماذا كانت النتيجة وكيف كان رد الجميل من الإخوان المسلمين؟ الطبع الإخوانى الغلاب ومرض أكل الدراع لمن يعطهم الصباع، جعلهم يحاولون اغتيال عبدالناصر فى المنشية وينقلبون على الثورة وبعد سنوات يندم منظرهم الأكبر سيد قطب على تقاعسهم عن تفجير القناطر الخيرية!! ياسادة.. يا دولة.. يا وطن.. يا نظام.. يا شعب، أحفاد قتلة الخازندار يحملون نفس الجين الإجرامى الذى لا تغير من صفاته الوراثية طفرة أو لقاح، فإن خلف كل إخوانى قاتل.. قاتلاً جديداً.

No comments:

Post a Comment