Translate

Tuesday, December 13, 2016

د. عماد جاد - وتتواصل جرائم الجماعة - جريدة الوطن - 13/12/2016


لم تتوقف جرائم جماعة الإخوان بحق مصر والمصريين، فتلك الجماعة ومنذ تأسيسها على يد حسن البنا وبتواطؤ مع سفارة الاحتلال الإنجليزى وهى تمثل شوكة فى ظهر مصر، هذه الجماعة لا تؤمن بوطن، ولا مكان للوطنية فى نفوس من يحملون فكرها. تعد جماعة الإخوان الجماعة الأم لكافة التنظيمات الإرهابية فى مختلف أنحاء العالم، وتربطها شبكة عضوية بكافة الجماعات الإرهابية، ويكفى أن نشير إلى الاتصالات التى أجراها «مرسى» عندما كان يرأس مصر مع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، ونتذكر أقوال البلتاجى التى تعهد فيها بوقف العنف فى شمال سيناء فى اللحظة التى «يتراجع فيها عبدالفتاح السيسى عن الانقلاب» ونتذكر الوجوه العابسة الغاضبة التى خرجت لتهدد المصريين بالإرهاب والعنف والمفخخات بسبب خلع رجل مكتب الإرشاد من قصر مصر الجمهورى، ونتذكر أيضاً الجرائم الإرهابية البشعة التى ارتكبت بحق مصر والمصريين بعد فض اعتصامى النهضة ورابعة فى أغسطس ٢٠١٣، كيف تم التنكيل برجال الشرطة فى كرداسة وغيرها، وكيف قدموا للعطاشى فى نهار رمضان «ماء نار» ليشربوه فى لحظات ما قبل الرحيل، ونتذكر أعمال الحرق والنهب والتخريب بحق عشرات الكنائس والأديرة التاريخية المصرية، نتذكر استخراج جثمان رجل مسيحى فى قرية «دلجا» بمحافظة المنيا وربطه وسحله فى الشوارع، نتذكر كل ذلك ونذكر أنفسنا بأن الإخوان جماعة إرهابية لا تحمل أخلاقاً ولا قيماً، الغاية عندها تبرر الوسيلة، الوطن لديها ما هو إلا حفنة من التراب العفن، تعلم أبناءها أن الرابطة الوحيدة لديهم هى رابطة الدين/ الطائفة/ الجماعة، ومن ثم فالجماعة تعلو على الطائفة والأخيرة تعلو على الدين، تكره المغاير دينياً وطائفياً ولا تثق إلا فى من ينتمى للتنظيم.
هذه الجماعة تشن حرباً بلا هوادة على مصر والمصريين منذ ثورة الثلاثين من يونيو، تكره الشعب المصرى كله، تعتبره المسئول عن إسقاط حكمها عندما خرج فى الثلاثين من يونيو ينادى بسقوط حكم المرشد، والكراهية لدى الجماعة تجاه الأقباط مركبة، فهى تنظر للأقباط باعتبارهم أقلية مطلوب السيطرة عليها وتحجيمها، السطو على ما لدى الأقباط من ثروات، العودة إلى زمن الذمية وفرض الجزية كما سبق وكرر أكثر من مرشد للجماعة، الجماعة تُحمِّل الأقباط المسئولية الأولى فى إسقاط حكم المرشد والجماعة، تراهم فى صدارة المشهد فى بث شرارة ثورة الثلاثين من يونيو، وأنهم تصدروا مشهد حصار الاتحادية، وهو ما جرى تكراره من على منصة رابعة من قبل البلتاجى وصفوت حجازى.
ويبدو واضحاً أن الجماعة فشلت فى كسر إرادة مصر والمصريين، وفشلت فى استخدام العنف والإرهاب، على النحو الذى بدا واضحاً فى الفشل الذريع لدعوات الخروج على النظام فى الحادى عشر من نوفمبر الماضى، كما أن دعوتها للمصالحة لم تلقَ آذاناً صاغية من القيادة المصرية، إضافة إلى رفض الشعب المصرى لفكرة مصالحة مع الجماعة ورؤية غالبية النخبة المصرية أن فكرة المصالحة تقع خارج إطار التفويض الممنوح شعبياً للنظام الحالى، ومن ثم فهى فكرة مرفوضة، وجاء فشل هيلارى كلينتون فى الوصول إلى البيت الأبيض ونجاح مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب ليصيب الجماعة بالاضطراب الشديد وخيبة الأمل وانتهاء حلم عودة الجماعة للحكم أو إجبار النظام على مصالحة الجماعة وعودتها للعمل السياسى مجدداً.
لكل ذلك أقدمت الجماعة على ارتكاب أحط الجرائم وأكثرها بشاعة فى تاريخ الإنسانية، أصدرت الأوامر باستهداف الأقباط داخل الكنائس، وكانت جريمة تفجير الكنيسة البطرسية على أسوار الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، تلك الأسوار التى شهدت ولأول مرة وفى سنة حكم المرشد والجماعة مرور قذائف قوات الشرطة فوقها باتجاه شباب غاضب محتج على جريمة الخصوص النكراء.
لا جديد من حيث خسة الجماعة ووضاعتها وارتكاب جرائم تنتمى للمرحلة «الهمجية» من تاريخ البشرية، استهداف مصلين يرفعون الأيدى والقلوب تضرعاً إلى الله ويذكرون الوطن كثيراً فى صلواتهم قائلين «احفظ بلادنا يا رب واملأها من خيرك»، لكن الجديد الذى يقال يخص كيفية وقوع مثل هذه الجرائم والمطلوب من أجل مواجهة حاسمة لها.

No comments:

Post a Comment