Translate

Sunday, December 25, 2016

د. عماد جاد - كل هذه الخلايا النائمة! - جريدة الوطن - 26/12/2016

نجحت جماعة الإخوان فى اختطاف ثورة الخامس والعشرين من يناير، حققت ذلك لأنها كانت الجماعة الوحيدة المنظمة التى كانت تعمل بشكل منتظم منذ ثمانية عقود، عاصرت نظماً سياسية متنوعة، نشأت عام ١٩٢٨ عندما كانت مصر تحت الاحتلال الإنجليزى ونظام ملكى فى أسرة محمد على، تعاملت مع الاحتلال ونسقت معه وحصل المؤسس والمرشد الأول على الأموال من السفارة البريطانية فى القاهرة، وتعاملت الجماعة مع النظام الملكى وحاولت استغلال الملك ودفعه للدخول فى مشروعها عبر المناداة به خليفة بديلاً عن الخليفة التركى بعد أن ألغى كمال أتاتورك الخلافة فى تركيا. دخلت الجماعة بشكل أو بآخر فى علاقات وروابط مع تنظيم الضباط الأحرار، واعتبرت نفسها شريكاً فى حركة الجيش فى ٢٣ يوليو ١٩٥٢، حاولت القفز على السلطة فكان الصدام الشديد مع عبدالناصر وكانت محنة الجماعة الأولى عام ١٩٥٤ والثانية عام ١٩٦٥. تعاون معها السادات واستعان بها، أخرج قادتها من السجون وسمح بعودة آخرين من الخليج ومنح الجماعة حرية العمل بل وسلمها ملف التعليم فى البلاد، فتغلغل أنصار الجماعة فى مؤسسات الدولة، لا سيما التعليم والحكم المحلى، وانتهى الأمر بصدام جديد دفع السادات حياته ثمناً له وللعبة محاولة ترويض الجماعة وتوظيفها، فالجماعة هى الحركة الأم لكل التنظيمات الجهادية، ثم نجحت الجماعة بعد ذلك فى وضع قواعد للعبة مع مبارك.. عموما، سقط مبارك ورحل غير مأسوف عليه، ونجحت الجماعة بحكم ما دخلت فيه من علاقات وقامت به من مناورات، فى اختطاف ثورة الخامس والعشرين من يناير بشقيها البرلمانى والرئاسى، وهنا هالنا ما اكتشفنا من خلايا إخوانية كانت نائمة فى قلب مؤسسات الدولة المصرية، اكتشفناها بعد أن حان وقت تنشيطها، فكان العدد الهائل من الخلايا التى كانت نائمة وبعضها كان فى قلب الحزب الوطنى، فى لجنة سياسات الوريث (هشام قنديل نموذجاً).ومع بدء جلسات مجلس الشعب جرى تنشيط معظم الخلايا التى كانت نائمة، ومع فوز مرسى بمنصب الرئيس تم تنشيط باقى الخلايا لنفاجأ جميعاً بعدد هائل من الشخصيات التى كانت تعمل فى مختلف المجالات وفى قلب مؤسسات الدولة، تعلن انتماءها للجماعة وتفاخر بذلك، وتلاشت الفواصل التى كانت تميز بين الجماعة وأحزاب وجماعات سياسية، بل وشخصيات كانت تقدم نفسها باعتبارها منشقة عن الجماعة ومختلفة معها، وفوجئنا بأن الجميع إخوان، ثم ظهر المتحولون الذين كانوا يفاخرون بالانتماء للحزب الوطنى ويعلنون أنهم جزء من التيار الليبرالى وهناك من كان يقول إنه يسارى، فوجئنا بأنهم تحولوا إلى العمل مع الجماعة، وأخيراً انضمت لهم الفئة الانتهازية التى تبحث عن المكاسب وتولى وجهها شطر المصالح. مع سقوط مرسى اختفت هذه الوجوه منها من هو فى السجون ومنها من هرب خارج البلاد ومنها من عادوا للنوم مجدداً فى قلب مؤسسات الدولة، فى انتظار العودة والتنشيط من جديد، ليمارسوا دوراً تخريبياً، يعملون على الهدم من الداخل، وهى ظاهرة فى غاية الخطورة لوجودهم فى قلب مؤسسات الدولة واطلاعهم بحكم الموقع والوظيفة على معلومات وتصورات وخطط يجرى تمريرها للجماعة، فضلاً عن الدور التخريبى فى قلب مؤسسات الدولة المصرية؛ الأمر الذى يجعل المراجعة ضرورية والتطهير مسألة حتمية.

No comments:

Post a Comment