Translate

Thursday, March 30, 2017

خالد منتصر - البيدوفيليا مرض شرعنة البيدوفيليا جريمة - جريدة الوطن - 29/3/2017

انزعجنا وصُدمنا وتقيأنا، ومعنا كل الحق ولنا كل المبررات، عندما سمعنا عن حادث اغتصاب طفلة البامبرز المقزز، ولم ننزعج ولم نُصدم عندما سمعنا برهامى وعبدالله رشدى يفتيان بزواج نفس الطفلة إذا خلعت البامبرز ما دامت مربربة ملظلظة تحتمل الوطء!! بل لم نضغط على زر الريموت كونترول لتغيير القناة، بل استكملنا مشاهدة الشو مستمتعين فى أسرّتنا الوثيرة بما يقوله أهل العلم!! والغريب والمدهش أن من ردت على الشيخ برهامى كفّروها، ومن واجه الشيخ رشدى سجنوه!! ولذلك لا أفهم حتى هذه اللحظة هل الدولة ضد البيدوفيليا فعلاً أم أنها لو حملت ختم رجل دين فمن الممكن أن تغضّ الطرف عنها وتتسامح معها؟! هل الفارق هو البامبرز؟
تنزعج الدولة بكل مؤسساتها وهيئاتها وتنتفض وسائل الإعلام وتبكى بوستات وهاشتاجات وتويتات وسائل التواصل مطالبة بالإعدام فى ميدان عام إذا كانت الضحية طفلة ببامبرز، أما إذا كانت الضحية طفلة بملابس داخلية فقط فهنا الطناش مباح وتزويجها راحة للدماغ وستر وغطا للحرمة! بالطبع سن الطفلة كلما انخفضت مثل حالة طفلة البامبرز التى نعيش أجواءها المقرفة هذه الأيام كانت أكثر صدمة ومدعاة للاشمئزاز، لكننا لم نجعل فرق الصدمات والاشمئزازات فرقاً فى الكم بل جعلناه فرقاً فى الكيف!! بمعنى أننا تحت مظلة فتوى أمثال برهامى ورشدى لا نُصدم لأن الضحية ليست طفلة رضيعة ولكنها طفلة وضيعة!! طفلة سمينة زينة للناظرين المشتهين الغلمانيين!! البيدوفيليا انحراف جنسى وترجمتها «الغلمانية»، هى ببساطة الانجذاب الجنسى ناحية الأطفال، وفى البلاد التى تسمح حتى بالمثلية الجنسية ولا تستنكرها، عندما يتطرق الأمر إلى البيدوفيليا فنحن نتكلم عن كارثة تهتز لها أركان تلك المجتمعات، لأن الأمر يتعلق هناك بالإدراك والقدرة على التمييز واتخاذ القرار.
إذن البيدوفيليا مرض وانحراف جنسى، وشرعنة البيدوفيليا سواء من خلال لىّ عنق نص أو التلاعب برأى فقهى أو محاولة تحويل هستيريا جنسية تتلبس شخصاً ما إلى فتوى تكتسب قوتها من مكانة أو زى أو انتساب إلى مؤسسة ذات هيبة أياً كانت، هى جريمة مكتملة الأركان تستحق العقاب لأننا فى دولة قانون ولسنا فى مجمع ملالى!! هذا الرجل الذى اغتصب طفلة البامبرز سيظل استثناء حتى ولو تكرر، سيظل جملة اعتراضية فى كتاب حياتنا، لكن بشرط ألا يقبل المجتمع من خلال تزييف وعيه تلك البيدوفيليا تحت مظلة دينية أو بالأصح ينسبها المتحدثون إلى الدين ويشرعنونها من خلال الفقه، بث تلك السموم فى الفضاء الاجتماعى المصرى هو الذى يستحق التجريس والعقاب والانزعاج فعلاً، الصدمة الاجتماعية من حادث طفلة البامبرز شىء صحى جداً، لكن البرود الاجتماعى والحكومى تجاه دعوات البيدوفيليا من بعض الشخصيات المؤثرة التى لها حضور إعلامى طاغ وسيطرة فكرية وذهنية من خلال منابر ومناصب بل وأحزاب، هذا البرود ليس صحياً على الإطلاق، بل يعكس خللاً فكرياً وذهنياً يعبث بخلايا عقل هذا الوطن، الخوف أن يقودنا هذا البرود إلى مرحلة أكثر خطورة، وهى مرحلة التبلد الوجدانى واستقبال تلك الحوادث الكارثية وكأننا نشاهد إعلاناً عن البامبرز وليس انتهاكاً لطفلة البامبرز!!.

No comments:

Post a Comment