Translate

Friday, March 3, 2017

خالد منتصر - علاج ضعف السمع استثمار فى التعليم - جريدة الوطن - 4/3/2016

رفعت منظمة الصحة العالمية هذا الشعار أمس فى يوم السمع العالمى ٣ مارس، واحتفلت الجمعية المصرية للسمع والاتزان بهذا اليوم بفعاليات وأنشطة طبية اجتماعية فنية إعلامية، أشرف عليها رئيس الجمعية أ. د طارق غنوم. ونسقها د. علاء أبوستة، ود. نادية كمال، وبحضور ممثل المنظمة، وبالفعل كان هذا الشعار موفقاً ومعبراً تمام التعبير عن الأمل فى وقف نزيف الخسائر الاقتصادية والإنسانية نتيجة هذا المرض الذى من الممكن تجنب نصف حالاته بمجرد الوقاية، الأرقام مرعبة 5% تقريباً من سكان العالم يعانون بدرجة أو بأخرى من درجة من درجات الصمم أو ضعف السمع، نحو 360 مليوناً حول العالم من بينهم 32 مليون طفل، تكلفة إهمال معالجة ضعف السمع على الاقتصاد العالمى 750 مليار دولار أى تقريباً ضعف الناتج المحلى المصرى لعام 2015!! وكما ذكرنا من الممكن تجنب نصف تلك الحالات أصلاً بمجرد الوقاية، وبالطبع أولى خطوات الوقاية وحصون الدفاع هى التطعيم ضد الحصبة والغدة النكفية والوقاية من الالتهاب السحائى.. إلخ، تلعب الضوضاء الرهيبة التى نعيشها ونحسها بل وتقتحمنا دون إذن دوراً مهماً جداً فى حدوث الصمم بتلك النسبة الرهيبة، ضوضاء الماكينات والأفراح والميكروفونات والهيدفونات والموبايلات.. إلخ، مليار شخص حول العالم مهددون بضعف السمع نتيجة الضوضاء، الخطر هو الصمم المستتر الذى لا يُكتشف فى الأطفال ويتسبب فى تعثرهم الدراسى، لكنى أتمنى أن تعرض وسائل الإعلام النماذج الإيجابية التى تحدت وتفوقت برغم الصمم، مثل بيتهوفن الذى أصيب به فى الثانية والثلاثين من عمره، ثم فقد سمعه كاملاً فى الخامسة والأربعين، وبرغم ذلك ألف السيمفونيتين الخامسة والتاسعة وهو أصم، وكان يسمع الموسيقى من خلال ساقيه الملتصقتين بالبيانو، وأيضاً من خلال عصا يضعها بين أسنانه ومفاتيح البيانو!! وللأسف لم يستمع بيتهوفن لتصفيق الجمهور له عندما عُزفت أعظم أعماله السيمفونية التاسعة، لدرجة أن عازفة اضطرت لتوجيهه إلى الجمهور، ويقال إن سبب صمم بيتهوفن هو التيفوس أو المياه المثلجة التى اعتاد أن يلقيها فوق رأسه ليوقظ نفسه، كذلك نموذج إديسون الذى يقال إنه فقد سمعه بسبب الحمى القرمزية أو ضربة على أذنه من مدرسه، كان إديسون يقول إن صممه نعمة لأنه حرمه من ضوضاء الخارج وصار لا يشوش عليه ويستطيع التركيز فى اختراعاته.
أتمنى تقديم أفلام تهتم بالصم والبكم ولا تكتفى باستخدام قصصهم كبهارات، مثلما حدث فى فيلمى الصرخة والخرساء، وأحيى تجربة الإعلامى عمرو أديب الذى اهتم بتلك المشكلة وسمعها مباشرة من الصم والبكم أصحاب المشكلة وعرضها فى حلقة كاملة.
أتمنى أن تهتم وزارة التربية والتعليم بعملية المسح الشامل فى المدارس لاكتشاف هذا الصمم المستتر الكارثة، الذى هو سبب مهم من أسباب التعثر الدراسى، ولنبدأ هذا العام وفوراً لإنقاذ مستقبل تلك الأمة.

No comments:

Post a Comment