Translate

Thursday, February 9, 2017

خالد منتصر - أخيراً حقنتان سنوياً لإنقاذ مريض الـ«إم إس» - جريدة الوطن - 10/2/2017

أخبرنى وبشرنى صديقى د. ماجد عبدالنصير، أمين عام الجمعية المصرية للأعصاب، وأنا أسأله عن الجديد الذى عرض فى مؤتمر الجمعية رقم 18، أن مريض الـ«إم إس» أو التصلب المتعدد ستخف معاناته الرهيبة وسيستطيع السيطرة على هذا المرض المراوغ ويوقف هجماته بمجرد حقنتين فى الوريد فقط فى السنة، الحقن ليست فقط ذات مدة تأثير طويلة ستة شهور، بل هى أكثر كفاءة وفاعلية وأيضاً ستعالج النوع المسمى ppms، الذى كان لا يستجيب للعلاجات المتوافرة حالياً، اسم الحقنة Ocrelizumab وستتم الموافقة عليها من الـFDA فى مارس المقبل، وبإذن الله ستتوافر فى مصر هذا العام من خلال شركة «روش»، صاحبة البحث الذى مر بكل المراحل حتى المرحلة الثالثة على البشر، بدأت الأبحاث على أمراض الـ«إم إس» والروماتويد والذئبة الحمراء، ولكن الشركة أوقفتها على المرضين الأخيرين واستكملت أبحاثها على التصلب المتعدد فقط، الحقنة تعمل بطريقة مختلفة على خلايا بى المناعية، طريقة الحقن 600 مجم فى الوريد على أسبوعين ثم تكرر بعد ستة شهور، أخبرنى د. ماجد عبدالنصير أن الأبحاث والمقارنة بين الحقنة الجديدة والإنترفيرون ظلت 96 أسبوعاً!!! وهكذا تكون الدراسات العلمية المحترمة، وثبت بعدها تفوق وكفاءة هذه الحقنة على العلاجات المتوافرة حالياً، ولكى نعرف معاناة مريض الام اس مع الحقن لا بد أن نعرف عدد الحقن التى يحقن بها المريض كل شهر وليس كل عام، هناك علاج حقنة يوم بعد يوم، أى 15 مرة فى الشهر، وهناك حقنة 12 مرة فى الشهر وهناك حقنة 4 مرات فى الشهر، وهناك أيضاً علاجات بالفم كبسولة مرة يومياً أو مرتين يومياً.
والتصلب المتعدد -لمن لا يعرفه- يهاجم الشباب ما بين العشرين والأربعين من العمر، ويهاجم الجهاز العصبى المركزى ويجعل العصب عارياً من مادة المايلين التى تحميه، والتى تسهم فى توصيل الإشارات العصبية لعضلات الجسم، المرض يصيب أكثر من ٢ مليون شخص حول العالم، وأعراضه الشائعة إعياء وإرهاق شديد من أقل مجهود وأقل تغير فى درجات الحرارة، اختلال وظائف المثانة والأمعاء، رعشة وشلل تشنجى، مشكلات فى النظر، خلل فى التخاطب ولعثمة، صعوبة فى البلع، عجز جنسى، صعوبة فى إنجاز أنشطة اليوم الروتينية مثل الأكل والاستحمام وارتداء الملابس، وبالطبع ينعكس كل هذا على مزاج المريض فيدخل فى اكتئاب شديد، وحتى الآن لا يوجد علاج جذرى لهذا المرض ولكن المجتمعات الآن تحاول أن تركز على تحسين نوعية حياة المريض، خاصة أنه يحتفظ بمهاراته العقلية وقدرته على العمل والحياة ولكن من خلال مساعدات وتسهيلات لا بد أن يقدمها المجتمع له، فلا بد أن يسمح له المجتمع بالعمل، يكفيهم إحساسهم بأن عضلاتهم تضمر يوماً بعد يوم، وحوارهم تتضاءل مساحته الحميمة فتضيق دائرة الأصدقاء أو تنعدم، يكفيهم الإعياء الشديد الذى يصيبهم ويداهمهم بعد أربع خطوات فيحسون كأنهم فى ماراثون، يكفيهم تلك الضغوط العنيفة ومرارة انتظار الحل الذى لا يأتى، ولذلك يجب علينا أن نتكاتف لتحسين نوعية حياتهم وعدم طردهم من جنة الحياة، وشكراً للعلم الذى يمنحنا كل يوم طوق نجاة ونافذة أمل.

No comments:

Post a Comment