Translate

Friday, February 10, 2017

خالد منتصر - التعدد وأورجازم الرجل وأورجازم المرأة - جريدة الوطن - 11/2/2017

شاهدت فيديو بعنوان «كاتبة تدعو إلى تعدد الأزواج» وهو كما توقعت مثل 90% من الفيديوهات المصرية والعربية المنشورة على اليوتيوب ذات عنوان كاذب حراق خادع، إما لاغتيال المتحدث فى الفيديو معنوياً، وإما للحصول على أكبر نسبة مشاهدة، اقتطع ناشر الفيديو تلك الدقائق من برنامج العاشرة مساء، ووضع هذا العنوان المدلس، الكاتبة أمنية طلعت التى لم أتشرف بمعرفتها من قبل والتى أحييها على شجاعتها فى عرض فكرتها وتنظيم أفكارها ووضوحها وعدم إمساكها العصا من المنتصف ورفض مغازلة الشارع وتدليك غدة الفكر الذكورى المكتسحة والمسيطرة، أمنية لم تكن تدعو إلى تعدد الأزواج وإنما ترد على الضيفة المنتقبة التى تبرر تعدد الزوجات بأن القدرة والفحولة الجنسية للرجل أقوى من المرأة، فكان الرد من الكاتبة لو كان هذا المبرر هو مقياسك لكان من الأولى المطالبة بتعدد الأزواج لأنه علمياً القدرة الجنسية للمرأة أقوى وأعلى، قالت هذا الكلام من منطلق رفض التعدد للجنسين، وللأسف لم تتح لها فرصة العرض العلمى لتلك المسألة أو بيان المقصود منها بحجة عدم خدش الحياء العام، مما ذكرنى بحلقة القرضاوى الشهيرة التى تكلم فيها عن أخص خصائص الجنس بدون أن ينتقده أحد لمجرد أنه يرتدى عمة!! كذلك من المسموح لامرأة أن تفصل وتوضح أدق التفاصيل الجنسية بحجة أنها منتقبة تتحدث فى الجنس الشرعى!! وجدتها فرصة فى هذا المقال ليس لأدافع عن الكاتبة، فهى الأقدر على أن تدافع عن وجهة نظرها، ولكن لأعرض الرأى العلمى وأوضحه بعيداً عن لغط فيديوهات اليوتيوب الباحثة عن اللايكات والشير والعناوين المثيرة الخادعة، حيرنا الشيوخ معهم فى الانتقائية الفقهية من جراب الفتاوى الذى يخرج منه الرأى وضده عند اللزوم وطبقاً للحاجة، فقد قالوا فى تبرير الختان إنه ضرورة لأن قوة المرأة الجنسية وشهوتها أعلى من الرجل لذلك تحتاج إلى الضبط والتأييف والكبت، ثم فى تبرير التعدد تجدهم يقولون العكس ليمرروا مسألة التعدد التى على مزاجهم وهواهم!! فتجدهم يتباكون على الرجل «يعمل إيه وماكينة الجنس عنده 60 حصان والمرأة ماحصلتش نصف حصان»!! الحقيقة العلمية طبقاً لأبحاث رائدى علم السكسولوجى فى العالم ماسترز وجونسون ثم بعدهما كل كبار هذا العلم فى العالم كله، أن أورجازم أو نشوة المرأة متميزة عن الرجل بكثير، فمن الممكن أن تدخل المرأة من أورجازم أى انقباضات الرعشة والنشوة إلى أورجازم آخر مباشرة وفى غضون ثوان قليلة، أما منحنى الأورجازم عند الرجل بعد القذف فيمر بمرحلة همود وخمود لا يمكن استثارته فيها تسمى الـREFRACTORY PERIOD، هذه المرحلة من الممكن أن تستمر ساعات طويلة طبقاً لمعايير كثيرة على رأسها السن، يعنى كل ما يتقدم الإنسان فى السن، وهذا طبعاً عز الطلب فى سوق التعدد، تزيد لديه فترة الهمود والخمود الجنسى، يعنى باختصار واجب على الرجل المتزوج لما يكبر فى السن بالبلدى يهدأ ويلم نفسه ويقتنع بالمقسوم وبفترة السكون الطويلة ما بين القذف والآخر، وليس أن يذهب إلى العائلات طمعاً فى بنت صغيرة ورغبة فى الدلع وتغيير العتبة كما يسمونها واستعادة النشاط والحيوية، وهو يعرف جيداً أن رجوع الشيخ إلى صباه المختبئ تحت الوسادة هو مجرد كتاب!! يخلط السلفيون والسلفيات اللائى واللاتى صدعوا دماغنا بخدعة القدرة الجنسية وأن عدد الرجال قد زاد ويحتاج لتعدد.. إلخ، يخلطون بين القدرة الجنسية والإنجاب، حقاً الرجل يظل حتى النهاية قادراً على الإنجاب، لأن مصنع الحيوانات المنوية ما زال يعمل وينتج، لكن بويضات المرأة ليست مصنعاً وإنما هى مخزن معروف ومحدد العدد منذ الولادة، ووقت أن ينفد هذا المخزون تتوقف عن الإنجاب، لكن كل هذا ليس له أى علاقة بالقدرة الجنسية والأداء الجنسى وكفاءة العلاقة الحميمة، لذلك فالتعدد تحت شعار الفحولة الجنسية الأقوى للرجل هى مجرد رمرمة ذكورية وطفاسة رجالية!! وللأسف الشديد تجد سيدات ممن خُدرن وزُيف وعيهن وطُمست أمخاخهن يدافعن عن هذا الكلام بحماس ويقمن بترويجه وتسويقه فى مسرحية عبثية تنتهى بالبكاء على ما آل إليه عقل هذا الوطن المنكوب من مناخوليا.

No comments:

Post a Comment